يستسيغ المعتاد
الافيون ، فارتفعت الصرخات تنادي كلّ يوم بجديد ، تحت شعار جديد ، وفي إطار جديد ،
تحفه الزخارف والمؤثرات بما يناسب ذلك العصر.
وكانت المرأة منذ اليوم الأول لحركة
الضلال سلاحاً وضحية ، ولطالما انخدعت بالكلمات التي تناغي فيها المواقع التي
صورها لها المضللون أنها نقاط ضعف وإنها بؤرة حقارة وأنها ... فوثبت لتخلق
المستحيل في الفعال ، وتقف أمام التحدي بكل ما أمكن وما لم يمكن! لتثبت للآخرين
أنها كما صورها المضللون ... تسحق الذات لتستجيب لللذات ، وتخالف الطبيعة والفطرة
التي فطرها الله عليها لتقول : أنا كما أنتم ... ثم ماذا؟
إنها نسيت أنّ الله خلقها وزوّدها بما
تحتاج ، وشرع لها من الدين أحكاماً وقوانين ، ووضع لها مناهج كاملة لإعدادها
وتربيتها وحفظ مصالحها ورعاية شؤونها ورقيها وبناء كيانها.
ويمكننا مشاهدة المرأة الحرة الكريمة
السعيدة من خلال نتاج التربية الإسلامية الرائعة التي قدمها لنا المجتمع في صدر
الإسلام من نساء رباهن الوحي وتأدبن بآداب النبوة.
كما أنّ ثمو نموذج منحط عاصر عهد الرسول
، بل وعاش في بيت الوحي ومختلف الملائكة إلّا أنّه ظل يصغي بوجوده إلى الشيطان
ويأبي الانفعال بمواعظ النبي الكريم ، ولقد ضرب الله مثلاً لكلتا الطائفتين.
فهذه خديجة بنت خويلد أُم المؤمنين الأُولى
ـ صلوات الله عليها ـ تعيش مع النبي وتبقى ذكرى حلوة تنهمر لها دموع سيد الكائنات
كلما ذكرت عنده فيقول : خديجة ومن مثل خديجة؟! وهكذا دخلت قلب أشرف خلق الله ....
إنها عاشت الرسالة تجسيداً .. قولاً
وفعلاً وروحاً ومعنى ، وفي لحظات عمرها الأخيرة ، وهي تشد الرحال إلى المليك
المقتدر ، إلى حيث قصرها الذي وعدها الله