ووصل الخبر إلى حاكم الاحساء بأن محمد بن عبد الوهاب يدعو إلى آرائه ومبتدعاته ، ويعضده حاكم عيينة فأرسل حاكم الاحساء رسالة تحذيرية إلى حاكم عيينة ، فاستدعى الحاكم محمد بن عبد الوهاب واعتذر من تأتيده فقال له ابن عبد الوهاب : لو ساعدتني في هذه الدعوة لملكت نجد كلّها ، فرفضه الحاكم وأمره بمغادرة عيينة مذموماً مدحوراً.
كان ذلك في عام (١١٦٠ هـ) عندما خرج ابن عبد الوهاب من عيينة متوجهاً إلى الدرعية ، التي كانت من أشهر المدن التابعة لنجد ، وكان حاكمها ـ يومذاك ـ محمد بن سعود ، الجدّ الأعلى لآل سعود ، فزاره الحاكم وأكرمه ووعده بالخير.
وبالمقابل بشّره ابن عبد الوهاب بالهيمنة على بلاد نجد كلّها ، وهكذا وقع القرار المشؤوم ... (١).
وخلاصة القول : إنّ محمد بن عبد الوهاب كان يدعو إلى التوحيد ، ولكن لتوحيد خاطىء من صنع نفسه ، لا التوحيد الذي ينادي به القرآن الكريم ، فمن خضع له و «لتوحيده» سلمت نفسه وأمواله ، ومن أبى فهو كافر حربي ودمه وماله هدر!!
وعلى هذا الأساس كان الوهابيون يشنون الحروب في نجد وخارجها ، كاليمن ، والحجاز ، ونواحي سوريا ، والعراق ، وكانوا يبيحون التصرف بالمدن التي يسيطرون عليها كيفما يشاؤون ، فان أمكنهم ضمّ تلك الأراضي إلى ممتلكاتها وعقاراتهم فعلوا ذلك ، وإلّا اكتفوا بنهب الغنائم منها (٢).
وكان قد أمر كلّ من ينخدع بدعوته أن يتقدّم اليه بالبيعة ، ومن رفض البيعة وجب قتله ونهب ماله.
__________________
(١) ذكر أحد المؤلفين العثمانيين في كتابه تاريخ بغداد : ١٥٢ بداية العلاقة بين محمد بن عبد الوهاب وآل سعود بصورة أُخرى ولكن الظاهر أن ما ذكرناه أصح.
(٢) عن جزيرة العرب في القرن العشرين : ٣٤١.