بكلّ صلافة وجرأة عن عدم التزامه بشرط الصلح ، وأنّ كلّ شرط شرطه فهو تحت قدمه ؛ فطارد شيعته الامام وقتلهم.
وعاش الامام المظلوم ، أبو محمد الحسن ، سنين إمامته العشرة في غاية الشدّة ، وكان مهدداً حتى في بيته ، حيث أوعز معاوية إلى زوجة الامام «جعدة بنت الأشعث» ومنّاها وأغراها ، فدسّت السم للامام ، فقضى مسموماً مظلوماً ، وهو في السنة السابعة والأربعين من عمره المبارك الشريف ، ودفن في البقيع ، وكان على قبره ضريح وقبة عظيمة هدمها الأوغاد الوهابيون.
لقد عاش الامام حميداً ، ومات شهيداً سعيداً ، وكان عظيماً في خلقه ، يذكر برسول الله صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام خَلقاً وخُلقاً ، وقد تظاهر الخاصة والعامة على رواية مناقبه وفضائله ، ومحامد أخلاقه ، وما قاله فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد قال فيه : «هذان ـ الحسن والحسين عليهماالسلام ـ ابناي إمامان قاما أو قعدا».
ولد الامام عليهالسلام سنة (٣٦) للهجرة من الخيرتين ؛ فأبوه الامام السبط الشهيد الحسين بن علي عليهالسلام وأمه «شاه زنان» بنت آخر ملوك الساسانيين.
ولقب : بزين العابدين ، وسيد الساجدين ، وقرة عين الناظرين ، وذو الثفنات ، وغيرها من ألقابه الحاكية عن سمو خلقه وعبادته وزهده وصبره وجهاده ، حيث كان خليفة أبيه ، والوحيد من اخوته عاش بعد أبيه ، فقد شاءت حكمة الحكيم الباري أن يصحب الامام الشهيد في ثورته ، ويذوق المأساة ويشاهدها بعينه ، ثم يرعى سبايا أهله إلى الكوفة ثم إلى الشام ، فقام باعباء إمامته ودافع عن الدين ، وقال كلمة الحق أمام السطان الجائر اللعين ، وعاد إلى المدينة مع ركب السبايا.
ثم استحضره عبد الملك الخليفة الأموي السفاك ، فحمل عليهالسلام مكبّلاً مقيّداً بالأصفاد من المدينة إلى الشام ، قم عاد بعدها إلى المدينة.