وفي ذات يوم ـ وكان اليوم جمعة ـ كنت مشغولاً بالتدريس وقت العصر إذ دخل أحد التلاميذ ذاهلاً فاستأذن وقال : إنّ أبي الآن يعالج الموت ، وقد تركته في سكراته محتضراً ووجهته إلى القبلة ، وجئت لأعتذر اليك عن التأخير وأعود اليه.
فقلت له : اسمع مني سأروي لك حديثاً عن سيدتي فاطمة الزهراء عليهاالسلام فانها قالت : سألت أبي رسول الله صلىاللهعليهوآله أي ساعة أفضل لاستجابه الدعاء؟ فقال صلىاللهعليهوآله : عند الغروب يوم الجمعة.
فنحن ندعو ولكن الأفضل أن تنذر أنت أيضاً نذراً قال : إنّي الآن في حالة من الاضطراب وتشتت البال بحيث لا أدري ماذا أفعل وماذا أنذر ، أرجو أن تنصحني وتعلمني وترشدني إلى ما أفعل؟
فقلت له : إنذر الآن أن تقرأ زيارة عاشوراء عشرة مرات وتهديها لأم البنين عليهاالسلام بقصد شفاء والدك.
فقال : أفعل ، ورجع إلى البيت مسرعاً ، فلمّا دخل البيت بلغ به العجب غايته ، إذ رأى أباه واقفاً في ساحة الدار مشتغلاً بالوضوء والاستعداد لصلاة المغرب ، فسأل عن ذلك ، فأخبروه أنّه منذ نصف ساعة تقريباً انقطعت عنه الحمى فجأة وأخذ يتماثل إلى الشفاء وبدأت أعراض المرض تزول منه حتى قام قائماً على قدميه.
قال العقيد جعفر زاده :
وها هو ذا الأب حفظه الله يشتغل بالقرب منا يزوال عمله سالماً غانماً.
٢ ـ في يوم ٢٢ رمضان سنة ١٤٢٠ قالت لي زوجتي : إنّ تحت ابطي غدة بحجم «بيضة» ، وبقيت على هذه الحال إلى أن انتهى الشهر الكريم ، فراجعنا الطبيب الجراح فأخذ نموذجاً من الغدة وأرسلها إلى المختبر لتجرى عليها عملية زراعة وتحليل لتشخيصها ، إلّا أنّه لوّح لنا في كلامه إلى أنّها غدة خبيثة ، وكانت نظرات العاملين في المختبر تحكى ذلك أيضاً. فتوجهت إلى الأئمة الأطهار وتوسلت بهم