أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، نبأنا ثابت بن بندار ، أنبأنا أبو العلاء الواسطي ، أنبأنا أبو بكر [البابسيري](١) [ ] ، أنبأنا الأحوص بن المفضّل ، أنبأنا أبي قال : قال الواقدي قبض النبي صلىاللهعليهوسلم وحبيب بن مسلمة ابن اثنتي عشرة سنة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، قال : قال أبو يوسف : يقول أهل المدينة لم يسمع حبيب بن المسلمة وبسر بن أرطاة من النبي صلىاللهعليهوسلم شيئا ، ولا صحبة لهم وأهل الشام يقولون قد سمعوا ولهم صحبة ، انتهى.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا (٢) البنّا ، قالا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أحمد بن سليمان ، نبأنا الزّبير بن بكّار ، قال : ومنهم حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر كان شريفا وكان قد سمع من النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكان يقال له : حبيب الرّوم من كثرة دخوله عليهم وما ينال منهم من الفتوح ، وله يقول شريح بن الحارث (٣) :
ألا كل من يدعى حبيبا ولو بدت |
|
مروءته يفدى حبيب بني فهر |
همّام يقود الخيل حتى كأنما |
|
يطأن برضراض الحصا جاجم الجمر |
وكان حبيب رجلا [تامّ](٤) البدن ، فدخل على عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقال له عمر : إنّك لجيد القناة ، قال : إنّي جيد سنانها ، فأمر به عمر يدخل دار السّلاح ، فأدخل فأخذ منها سلاح ورحل ، وكان عثمان بن عفان بعثه هو وسلمان بن ربيعة إلى ناحية أذربيجان كان أحدهما مددا لصاحبه فاختلفوا في الفيء فتواعد بعضهم بعضا فقال رجل من أصحاب سلمان :
إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم |
|
وإن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل (٥) |
وكان معاوية قد وجهه في جيش لنصرة عثمان بن عفان حين حصر فلما بلغ وادي
__________________
(١) بياض بالأصل ، واللفظة المستدركة بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل ، وانظر ترجمته في الأنساب.
(٢) بالأصل «أنبأنا» والصواب ما أثبت.
(٣) الأول ـ له ـ في الاستيعاب ١ / ٣٢٩.
(٤) بياض بالأصل ، واللفظة المستدركة بين معكوفتين ، عن الزبير بن بكار في تهذيب التهذيب ١ / ٤٣٧ والإصابة ١ / ٣٠٩.
(٥) البيت في الاستيعاب ١ / ٣٢٩ وأسد الغابة ١ / ٤٤٩.