القرى بلغه مقتل عثمان بن عفان فرجع ، وقد ذكره حسّان بن ثابت فقال (١) :
ألّا تبوءوا بحقّ الله تعترفوا |
|
بغارة غضب من خلفها غضب (٢) |
فيهم حبيب شهاب الموت (٣) يقدمهم |
|
مشمّرا قد بدا في وجهه الغضب |
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، نبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا الوليد بن مسلم ، حدثني سعيد بن عبد العزيز (٤) ، قال : استبان فضل حبيب بن مسلمة بالشام ولم يكن عمر يثبته حتى قدم عليه حاجّا فلما رآه سلّم عليه ، فقال عمر : إنك لفي قناة رجل ، قال : إي والله وفي سنانه ، قال : افتحوا له الخزائن فليأخذ ما شاء. قال : فأعرض عن الأموال وأخذ السّلاح وقال غير الوليد : ولم يزل معاوية يغزيه الرّوم فيكون له فيهم نكاية وأثر ، انتهى.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ نبأنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا [أبو] محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، أنبأنا ابن عائذ قال : قال الوليد : حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، أنبأنا أبو محمّد قال : حبيب بن مسلمة كان على الصوائف في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ويبلغ عمر عنه ، ما يحب ولم يثبته معرفة ، حتى قدم عليه حبيب في حجة فسلّم عليه فقال له عمر : إنك لفي قناة رجل ، قال : إي والله وفي سنانه ، قال عمر : افتحوا له الخزائن فليأخذ ما شاء قال : ففتحوها له ، فعدل عن الأموال وأخذ السّلاح انتهى.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، وأخبرنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، نبأنا أحمد بن عمران ، نبأنا موسى بن زكريا ، نبأنا خليفة (٥) ، قال : عزل ـ يعني عمر ـ حين ولي خالد بن الوليد وولّى أبا عبيدة بن الجرّاح فولّى أبو عبيدة حين (٦) فتح
__________________
(١) البيتان في ديوانه ط بيروت ص ١٦ والإصابة ١ / ٣٠٩ والوافي بالوفيات ١١ / ٢٩٠.
(٢) البيت في الديوان :
إلّا تنيبوا لأمر الله تعترفوا |
|
بغارة عصب من خلفها عصب |
(٣) في الديوان : الحرب يقدمهم مستلئما.
(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٥١٣.
(٥) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٥٥ في تسمية عمّال عمر ـ الشامات.
(٦) بالأصل : «حتى» والمثبت عن خليفة.