فيذهب ضيعة ، خذوه عني قالوا : وما قلت؟ قال : قلت (١) :
ربّ حلم أضاعه عدم المال |
|
وجهل غطّى عليه النّعيم |
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان ، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبد الله ، عن أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم ، أنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني المعروف ببزرويه ، حدّثني إسحاق بن أحمد ، نا محمد بن حميد وزنيج (٢) ، قالا : نا سلمة بن الفضل ، قال : فحدّثني محمد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم قال : لما قال حسّان بن ثابت هذه القصيدة (٣) :
منع النّوم بالعشاء الهموم |
|
وخيال إذا تغور النّجوم |
من حبيب أصاب (٤) قلبك منه |
|
سقم ، فهو داخل ، مكتوم |
يا لقومي هل يقتل المرء مثلي |
|
واهن البطش والعظام سئوم |
شأنها (٥) العطر والفراش ويعلوها |
|
لجين ولؤلؤ منظوم |
لو يدبّ الحوليّ من ولد الذرّ |
|
عليها لأندبتها الكلوم |
لم يفقها شمس النّهار بشيء |
|
غير أنّ الشباب ليس يدوم |
نادى بأعلى صوته على أطمة فارع (٦) يا بني قيلة فلما اجتمعوا قالوا : ما لك ويلك قال : قلت قصيدة لم يقل أحد من العرب مثلها قبلي ، ثم أنشدهم هذه القصيدة. وفي غير هذا الخبر فقالوا : ألهذا جمعتنا؟ فقال : وهل يصبر من به وحر الصّدر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو القاسم
__________________
(١) البيت في ديوانه ص ٢٢٤ من قصيدة يذكر عدة أصحاب اللواء يوم أحد ، وانظر سيرة ابن هشام ٣ / ١٥٦ وسير الأعلام ٢ / ٥٢٠.
(٢) إعجامها غير واضح بالأصل ، والمثبت والضبط عن تقريب التهذيب ، واسمه محمد بن عمرو ، قيل هو : البلخي ، وقيل : المروزي.
(٣) الأبيات في ديوانه ص ٢٢٤ وسيرة ابن هشام ٣ / ١٥٦ والخبر والأبيات في سير أعلام النبلاء ٢ / ٥١٩ ـ ٥٢٠.
(٤) ابن هشام : أضاف.
(٥) الديوان : همها.
(٦) حصن بالمدينة (معجم البلدان).