محمد بن موسى المطرز ، نا أبو جعفر المسندي (١) ، قال : سمعت جدي محمد بن مسعر يقول : لما حدث ابن عيينة بحديث جدّ بن قيس أنشدنا لحسّان بن ثابت :
وسأل رسول الله والحق لازم |
|
لمن سأل منا من تسمّون سيّدا |
فقلنا له جد بن قيس على الذي |
|
بنخلة فينا وقد نال سوددا |
فقال : وأيّ الداء أدوى من التي |
|
رميتم بها جدا وأعلى بها ندا |
نسود بشر بن البراء لجوده |
|
وحق لبشر ابن البراء أن يسودا |
فليس بخاط خطوة لدنية |
|
ولا باسط يوما إلى سوأة يدا |
إذا جاءه السّوّال أنهب ماله |
|
وقال خذوه إنّه عائد غدا |
فلو كنت يا جد بن قيس على التي |
|
على مثلها بشر لكنت المسوّدا |
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو بكر محمد بن الحسين ، وأبو الدر ياقوت بن عبد الله ، قالوا : أنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصّريفيني ، أنا محمد بن عبد الرّحمن بن العباس ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني علي بن صالح ، عن جدي عبد الله بن مصعب أنه سمع حسّان أنشد رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٢) :
لقد غدوت أمام القوم منتطقا |
|
بصارم مثل لون الملح قطّاع |
تحفز عني نجاد السّيف سابغة |
|
فضفاضة مثل لون النّهي بالقاع |
قال : فضحك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فظن هو أنه يضحك من ضعفه وجبنه.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد الطوماري ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ، نا عبد الله بن شبيب ، نا إبراهيم بن المنذر ، نا معن بن عيسى ، قال : بينما حسّان بن ثابت في أطمة فارع ، وذلك في الجاهلية إذ قام من جوف الليل فصاح : يا آل الخزرج (٣) ، فجاءوه وقد فزعوا فقالوا : ما لك يا ابن الفريعة قال : بيت قلته فخشيت أن أموت قبل أن أصبح ،
__________________
(١) ترجمته في تاريخ بغداد ١٠ / ٦٤ وسير الأعلام ١٠ / ٦٥٨ واسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان .. قيل له المسندي لأنه كان يطلب الأحاديث المسندة ويرغب عن المقاطيع والمراسيل.
(٢) ديوانه ص ١٤٩.
(٣) في سير أعلام النبلاء ٢ / ٥٢٠ يا بني قيلة.