عبيد الله بن أحمد الصّيدلاني ، نا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد البزاز ، نا عبد الرّحمن بن الحارث الجحدري ، نا الحسين بن محمد ، نا أبو أويس ، عن حسين بن عبد الله ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج وقد رشّ حسّان فناء أطمه ، وأصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم سماطين ، وبينهم جارية لحسّان يقال لها سيرين (١) ، ومعها مزهر لها تغنيهم وهي تقول في غنائها :
هل عليّ ويحكم |
|
إن لهوت من حرج |
فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : «لا حرج» كذا قال ، والصواب جحدر ، وهو لقب لعبد الرّحمن بن الحارث [٣٠١٣].
أخبرنا أبو بكر بن المزرقي (٢) ، أنا أبو علي الحسن بن عبد الودود بن عبد المتكبر بن هارون بن المهتدي بالله ، أنا أبي أبو الحسن عبد الودود ، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز ، نا يحيى بن محمد بن البختري ، نا عبيد الله بن معاذ ، نا أبي ، نا عبد الرّحمن ـ يعني ـ ابن أبي الزناد ، حدّثني أبي قال (٣) : ذكر عند خارجة بن زيد بن ثابت الغناء يوما فقال : والله إن كان لظاهرا كثيرا في كل مأدبة ، ولكنه يومئذ لم يكن يحضر فيما يحضر اليوم من سوء الدعة وسوء الدعة وسوء الحال.
قال خارجة : فلقد رأيتنا في مأدبة دعينا لها في آل نبيط وحسّان بن ثابت بيني وبينه عبد الرّحمن ـ يعني ـ ابن حسّان وذلك بعد ما أصيب بصره فقدم الطعام فلم يقدم طعام إلّا قال حسّان : أطعام يد يا بني أم طعام يدين؟ فيقول : طعام يدوما أشبهه حتى أتي بالشواء ، فقال ابن حسّان : يا أبتاه طعام يدين ، فلم يذقه ، ثم رفع الطعام وأخرجوا قينتين فغنتا بشعر حسّان لا أعلم إلّا قال حرتين وقالت فيما يقولان :
أنظر نهارا بباب جلّق هل |
|
تؤنس دون البلقاء من أحد (٤) |
فجعل يبكي ويقول : لقد رآني هنالك سميعا بصيرا فلما سكتتا همدا عنه البكاء
__________________
(١) في مختصر ابن منظور ٦ / ٢٩٦ «شيرين».
(٢) بالأصل «المزرقي» والصواب ما أثبت.
(٣) الخبر في سير أعلام النبلاء ٢ / ٥٢٠ ـ ٥٢١ باختلاف الرواية وباختصار.
(٤) البيت في ديوان حسان ص ٦٦ وصدره برواية :
انظر خليلي ببطن جلّق هل