إليك تناهى المجد من كلّ وجه |
|
يصير فما (١) يعدوك حيث تصير |
وبدر أياد أنت لا ينكرونها |
|
كذلك أياد للأنام بدور |
تجنّبت أن يدعا الأمير تواضعا |
|
وأنت تدعى للأمير أمير |
فما من ندى إلّا إليك محله |
|
ولا رفعة (٢) إلّا إليك تسير |
قرأت بخط رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، نبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أحمد الفرضي ، أنبأنا أبو بكر بن محمّد الصولي قال : قال لنا يوما إدريس بن يزيد النابلسي : اعرضوا عليّ ما عندكم من غزل أبي تمام ، فأعرضناه فقال : اكتبوا : أنشدنا أبو تمام لنفسه (٣) :
ظبي يتيه بورده في خده |
|
خدّ عليه غلائل من ورده |
ما كنت أحسب أن (٤) لي مستمتعا |
|
في قربه حتى بليت ببعده |
لا شيء أحسن منه ليلة وصلنا |
|
وقد اتخذت مخدّة من خده |
وفمي على فمه يساور (٥) ريقه |
|
ويدي تنزّه في حدائق جلده |
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا محمّد عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكائيل يقول : سمعت أبي يقول : بلغني عن منصور بن طلحة بن طاهر أنه قال : ما بلغ من الأمير عبد الله بن طاهر بشيء مما قال فيه أبو تمام ما بلغ فيه قوله في فيه حين خرج من نيسابور ولم يقبل صلته قال :
يا أيها الملك المقيم ببلدة |
|
لا تأمنن حوادث الأزمان |
صاح الزمان بال قومك صيحة |
|
خرّوا لشدتها على الأذقان |
ومتى ما جرى مثلها فأبادهم |
|
وأتى الزمان على بني ماهان |
وغدا يصيح بالطاهر صيحة |
|
غضب يحل بهم من الرّحمن |
__________________
(١) في الأصل : «فما بعدوك خير نصير» والمثبت عن الديوان.
(٢) الديوان : رفقة.
(٣) الأبيات في ديوانه ص ٤٤١.
(٤) صدره بالأصل مضطرب ، والمثبت عن الديوان.
(٥) في الديوان : يسامر.