إن قلت شارك حافظي فماله |
|
إنما يحول غبر غد ذنوبي |
وأصاب مسحوب بالضمير بظنه |
|
وكأنه هو صاحب المحجوبي |
فالضد مكتوم لديه بيننا |
|
والوصل يمشي في ثياب غريبي |
وإن أنظرت فرأيت بين عيوننا |
|
سمة الهوى هذا حبيب حبيبي |
قال : وأنشدني أبو جعفر العدوي لحبيب الطائي :
بنفسي من أعاد عليه مني |
|
وأحسد أهله نظرا إليه |
ولو إنّي قدرت طمست عنه |
|
عيون الناس من خدر عليه |
حبيب لبث في جسمي هواه |
|
وأمسك مهجتي زمنا لديه |
فروحي عنده والجسم خال |
|
بلا روح وقلبي في يديه |
أخبرنا أبو العز كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده وقال : اروه عني ـ أنبأنا أبو علي الجازري ، أنبأنا القاضي أبو الفرح المعافا بن زكريا (١) ، نبأنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدثني أحمد بن الحسين بن هشام ، أنبأنا أبو تمام (٢) :
يقولون هل تبكي الفتى لخريدة |
|
متى أراد (٣) اعتاض عشرا مكانها |
وهل يستعيض المرء من خمس (٤) كفه |
|
ولو بدّلت (٥) حرّ اللّجين بنانها |
وكيف علي نار (٦) الليالي معرّس |
|
إذا كان شيب العارضين دخانها |
قال القاضي : كان بعض رؤساء الزمان أنشد بعض هذه الأبيات فاستحسنها جدا ، وقال : ـ نحن بحضرته جماعة : ـ أتعرفون لهذه الأبيات أو لا ، فقلت له : هذه كلمة لأبي تمام مشهورة أولها :
ألم ترني خليت نفسي وشأنها |
|
فلم أجعل الدنيا ولا حدثانها |
لقد خوفتني الحادثات صروفها |
|
ولو أمتني ما قبلت أمانها |
__________________
(١) الخبر في الجليس الصالح الكافي ١ / ٤٠٥.
(٢) ديوانه ص ٣٧٨ والجليس الصالح الكافي.
(٣) سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر.
(٤) في الديوان : عشر.
(٥) الديوان : ولو صاغ من حر اللجين بنانها.
(٦) عن الديوان وبالأصل «ان».