فتى لو ينادي الشّمس ألقت قناعها |
|
أو القمر السّاري لألقى المقالدا |
وقال رؤبة فيه أيضا :
كأن أيديهنّ بالقاع القرق |
|
أيدي جوار يتعاطين الورق |
وقد قرأ بعض النحويين من القرّاء حرفا في القرآن على هذه اللغة في رواية انتهت إلينا عنه وذلك أن أبي حدثنا قال : حدثنا محمّد بن معاذ بن قرة الهروي ، نبأنا علي بن خشرم ، قال : سمعت الكسائي يقرأ : (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي)(١) قال وأنشد أبو داود السّنجي :
كأن أيديهن بالقاع القرق |
|
أيدي جوار يتعاطين الورق |
والمعروف في هذا الموضع من التلاوة قراءتان إحداهما (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ) يعني قلة الموالي ، والموالي في هذه القراءة ساكنة وهي في موضع رفع بالفعل.
رويت هذه القراءة عن عثمان بن عفان وعدد من متقدمي القرّاء.
الثانية : (وَإِنِّي خِفْتُ) من الخوف ، الموالي بالنصب أو هي مفعول بها. وهذا باب واسع مستقصى في كتبنا المؤلفة في علوم التنزيل والتأويل ، والمعروف مما نقله رواة الشعر في بيت الأعشى :
فتى لو ينادي الشّمس ألقت قناعها |
|
أو القمر الساري لألقى المقالدا |
فيه وجهان من التفسير : أحدهما أن تكون من الدّعاء والمناداة ، والمعنى أنه لو دعاها لأجابته مذعنة طائعة ، والآخر : أن يكون المعنى : لو جالسها في النديّ والنادي.
ورواه أبو العبّاس محمّد بن يزيد النحوي (٢) : لو يباري من المباراة وهي المعارضة ، والعرب تقول : فلان يباري الريح : أي يعارضها. قال طرفة (٣) :
تباري عناقا ناجيات وأتبعت |
|
وظيفا [وظيفا](٤) فوق مور معبّد |
قدك : معناه خشيتك (٥) ، كما قال النابغة :
__________________
(١) سورة مريم ، الآية : ٥.
(٢) انظر الكامل للمبرد ٢ / ٩٠٢.
(٣) البيت من معلقته ديوانه ص ٢٢.
(٤) سقطت من الأصل والزيادة عن ديوانه.
(٥) في الجليس الصالح : حسبك.