أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا (١) البنّا ، قالا : أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي ، أنبأنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمّد بن سويد ، نبأنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر ، نبأنا عفل بن ذكوان ، نبأنا التوزي ، عن محمّد بن المستورد الجمحي ، عن أبيه قال : أتي الحجّاج بسارق فقال له فيم أخذت؟ قال : في سرقة ، قال : يجب عليك في مثلها القطع ، قال : نعم ، قال : لقد كنت غنيا أن يأتيك الحكم فيبطل عليك عضوا من أعضائك ، قال : إذا قلّ ذات اليد سخت النفس بالتالف. قال الحجّاج : صدقت والله لو كان حسن اعتذار يبطل حدّا كنت له موضعا يا غلام ، سيف صارم ورجل قاطع ، فقطع يده ، انتهى.
أخبرنا أبو السّعود بن المجلي ، أنبأنا عبد المحسن بن محمّد بن علي ـ لفظا ـ أنبأنا أبو القاسم يحيى بن محمّد بن سلامة ، أنبأنا أبو يعقوب بن يوسف بن يعقوب ، حدثني أبو عمران بن رباح عن أبي بكر بن مجاهد ، عن محمّد بن الجهم ، عن الفراء قال : تغدّى الحجّاج يوما مع الوليد بن عبد الملك فلما انقضى غداهما دعاه الوليد إلى شرب النبيذ فقال : يا أمير المؤمنين الحلال ما حللت ، ولكني أنهى عنه أهل عملي وأكره أن أخالف قول العبد الصّالح : (وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ)(٢) ، انتهى.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك ، قال : أنبأنا ثابت بن بندار بن إبراهيم ، أنبأنا أبو تغلب عبد الوهّاب بن علي بن الحسن بن الملحمي ، نبأنا المعافى بن زكريا الجريري ـ إملاء ـ حدثنا محمّد بن القاسم الأنباري ، أنبأنا أحمد بن يحيى ، نبأنا عمر بن شبّة (٣) ، عن أشياخه قال (٤) : لما ولّى عبد الملك بن مروان الحجّاج بن يوسف العراق اتصل به سرفه في القتل ، وأنه اعطى أصحابه الأموال ، فكتب إليه عبد الملك : أما بعد ، فقد بلغني سرفك في الدّماء ، وتبذيرك الأموال ، وهذا فلا احتمله لأحد من الناس ، وقد حكمت عليك في القتل في العمد بالقود (٥) ، وفي الخطايا بالدية ، وأن تردّ
__________________
(١) بالأصل «أنبأنا» خطأ والصواب ما أثبت.
(٢) سورة هود ، الآية : ٨٨.
(٣) بالأصل «شيبة» خطأ ، وقد مرّ قريبا.
(٤) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٥ / ٢٠٨٣ ـ ٢٠٨٤ نقلا عن المعافى ، ولم أعثر عليه في الجليس المطبوع بهذه الرواية ، وانظر رواية قريبة فيه ١ / ٤٦١ وقد مرّت.
(٥) القود القصاص ، وقتل القاتل بدل القتيل (النهاية : قود).