الأموال إلى موضعها ، فإنّما المال مال الله عزوجل ، ونحن خزّانه ، وسيان منع حق وإعطاء باطل فلا تؤمنك إلّا الطاعة ولا تخيفك إلّا المعصية وكتب في أسفل الكتاب :
إذا أنت لم تترك أمورا كرهتها |
|
وتطلب رضاي في الذي أنا طالبه |
وتخشى الذي يخشاه مثلك هاربا |
|
إلى الله منه ضيّع الدّرّ جالبه |
فإن تر منّي غفلة قرشيّة فيا |
|
ربّما غصّ بالماء شاربه |
وإن تر منّي وثبة أمويّة فهذا |
|
وهذا كله أنا صاحبه |
ولا تعد ما يأتيك مني فإن تعد |
|
تقم فاعلمن يوما عليك نوادبه |
فلما ورد الكتاب على الحجّاج وقرأه كتب (١) جوابه.
أمّا بعد : فقد جاءني كتاب أمير المؤمنين يذكر فيه سرفي في الدّماء وتبذيري الأموال ، فو الله ما بالغت في عقوبة أهل المعصية ، ولا قضيت حقّ أهل الطاعة ، فإن يكن قتلي العصاة سرفا وإعطائي أهل الطاعة تبذيرا ، فليمض لي أمير المؤمنين [ما سلف ، وليحدد لي أمير المؤمنين](٢) فيما يحدث حدّا أنتهي إليه ولا أتجاوزه ، وكتب في أسفل الكتاب :
إذا أنا لم أطلب رضاءك وأتّقي |
|
أذاك فيومي لا توارت كواكبه |
إذا قارف الحجّاج فيك خطيئة |
|
فقامت عليه في الصباح نوادبه |
أسالم من سلمت من ذي هوادة |
|
ومن لم تسالمه فإنّي محاربه |
إذا أنا لم أدن الشفيق لنصحه |
|
وأقص الذي تسري إليّ عقاربه |
فمن يتّقي يومي ويرجو إذا غدي |
|
على ما أرى والدهر جمّا عجائبه |
أخبرنا أبو العزّ [بن] كادش ، قال : أنبأنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري ، أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا ، أنبأنا الحسين بن المرزبان النحوي ، حدثني علي بن جعفر ، حدّثني عمر بن شبة (٣) ، نبأنا علي بن محمّد يعني المدائني عن أبي نضر (٤) قال : أمر الحجّاج محمّد [ابن المنتشر](٥) ابن أخي مسروق [بن الأجدع أن يعذب آزادمرد بن
__________________
(١) بالأصل «وكتب».
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن بغية الطلب.
(٣) بالأصل «شيبة» خطأ ، وقد مرّ قريبا.
(٤) في بغية الطلب ٦ / ٢٠٧٢ أبي المضرجي.
(٥) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن ابن العديم.