كتاب أتاني فيه لين وغلظة |
|
وذكّرت والذكرى لذي اللب تنفع |
وكانت أمور تعتريني كثيرة |
|
فأرضخ أو أعتل حينا فأمنع |
إذا كنت سوطا من عذاب عليهم |
|
ولم يك عندي في المنافع مطمع |
أيرضى بذلك الناس أو يسخطونه |
|
أم أحمد فيهم أم ألام فأقذع (١) |
وكانت بلاد (٢) جئتها حيث جئتها |
|
بها كل نيران العداوة تلمع |
فقاسيت منها ما علمت ولم أزل |
|
أضارع حتى كدت بالموت أضرع (٣) |
فكم أرجفوا من رجفة قد سمعتها |
|
ولو كان غيري طار ممّا يروّع |
وكنت إذا همّوا بإحدى هناتهم |
|
حسرت لهم رأسي ولا أتقنّع |
فلو لم يذد عني صناديد منهم |
|
تقسّم أعضائي ذئاب وأضبع |
فكتب إليه عبد الملك : اعمل برأيك ، انتهى.
أخبرنا أبو العزّ ـ إذنا ومناولة ـ أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا المعافى (٤) ، حدثني محمّد بن يحيى الصّولي ، نبأنا يحيى بن زكريا بن دينار الغلّابي ، نبأنا عبد الله بن الضّحّاك ، نبأنا الهيثم بن عدي ، عن عوانة قال : أتي الحجّاج بأسارى من أصحاب قطري من الخوارج فقتلهم إلّا واحدا كانت له عنده يد ، وكان قريبا لقطري ، فأحسن إليه وخلّى سبيله ، فصار إلى قطري فقال له قطري ، عاود قتال عدو الله ، قال : هيهات غلّ يدا مطلقها ، واسترقّ رقبة معتقها ، ثم قال :
أأقاتل الحجّاج عن سلطانه |
|
بيد تقر بأنّها مولاته |
إنّي إذا لأخو الجهالة والذي |
|
طمت على إحسانه جهلاته |
ما ذا أقول إذا وقفت (٥) إزاءه |
|
في الصف واحتجت له فعلاته |
أأقول جار عليّ لا إنّي إذا |
|
لأحقّ من جارت عليه ولاته |
وتحدّث الأقوام أن صنائعا |
|
غرست لدي فحنظلت نخلاته |
هذا وما ظنّي بجبن إنّني |
|
فيكم لمطرق مشهد وعلاته |
__________________
(١) مهملة ورسمها غير واضح ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(٢) الجليس الصالح : بلادا.
(٣) الجليس الصالح : أصارع ... أصرع.
(٤) الخبر ليس في الجليس الصالح المطبوع (١ ـ ٤) ونقله ابن العديم نقلا عنه ٥ / ٢٠٦٥.
(٥) عن ابن العديم وبالأصل «وقف».