ولكنه يلقى ذلك كرما. يريدون بهذه وشبهه. قال الشاعر :
وكفّ فتى لم يعرف السّلخ قبلها |
|
تجوز يداه في الأديم وتخرج |
وقال الآخر أيضا :
وصلع الرءوس عظام البطون |
|
حفاة المحن غلاظ القصر |
حفاة المحن يريد أنهم لا يصبون في القطع المفصل كما يصيبه الجازر وقال الآخر :
من آل المغيرة لا يشهدون |
|
عند المجازر لحم الوضم (١) |
والوضم كل شيء [قطع](٢) به اللحم من الأرض من خوان أو غيره ، يقال وضمت اللحم أي عملت له وضما وأوضمته جعلته على الوضم.
وقوله : أنا ابن جلا : قال سيبويه جلا فعل ماض كأنه بمعنى أنا ابن الذي جلا أي وضح وكشف وهكذا جاء الحرب ، وقال القلاخ :
أنا القلاخ ابن جناب بن جلا |
|
أبو حناتير أقود الجملا (٣) |
حناتير دواهي وخناسير أيضا ، وقوله أقود الجملا. أي أنا مكشوف الأمر ظاهره لا أخفى. كما قال الشاعر :
ما استسر من قاد الجمل
وقوله : وطلّاع الثنايا ، [الثنايا](٤) : جمع ثنية ، والثنية الأرض ترتفع وتغلظ. وقولهم : فلان طلاع أنجد ، وهو جمع نجد ، والنجد ما ارتفع من الأرض.
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال : يقال ذلك للرجل لا يزال قد فعل فعلة سريعة ، وقال دريد بن الصّمّة :
كاشف الإزار خارج نصف ساقه |
|
صبور على الجلّا طلّاع أنجد |
__________________
(١) البيت لعمر بن أبي ربيعة وديوانه فيما نسب إليه ص ٤٩٩.
(٢) بياض بالأصل ، واللفظة المستدركة عن الكامل للمبرد ٢ / ٤٩٩.
(٣) البيت في المؤتلف والمختلف للآمدي ص ١٦٨ والشطر الثاني برواية :
أخو خناسير يقود الجملا
(٤) الزيادة للإيضاح.
في الكامل للمبرد ٢ / ٤٩٧ الثنية : الطريق في الجبل.