قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ مدينة دمشق [ ج ١٢ ]

تاريخ مدينة دمشق

الاجزاء

تحمیل

تاريخ مدينة دمشق [ ج ١٢ ]

137/463
*

والجلّاء : الأمر العظيم ، وهو الجلي أيضا. إذا قصر ضم أوله ، وإذ مدّ فتح أوله وجمعه جلل مثل كبرى وكبر ، وطولى وطول ، وقوله :

كميش الإزار خارج نصف ساقه

صبور على الجلّا طلّاع أنجد (١)

يريد أنه مشمر ليس صاحب خفض ولا دعة ، وأصل المثل أن يكون الرجل صاحب أسفار ، فهو لا يزال يطلع الثنايا والنجاد أي يشرف عليها ويكون أيضا أن يربأ عليها ، والربيئة كمين القوم وكالئوهم ، ومكان الربيئة الثنايا والهضاب ، قال عروة بن مرة :

لست لمرّة إن لم أقصر فيه

تبدو لي الحرب منها والمقاصيب

المقاصيب مواضع القصب ، وهو القتّ واحدها مقصبة.

وقوله : متى أضع العمامة تعرفوني ، يريد أنه مشهور لا أنكر ، ويحتمل أيضا أن يريد متى أكاشفكم وأدع الأناة فيكم تعرفوني حينئذ حق معرفتي من قولك : ألقيت القناع ، إذا كاشفت.

وقوله : إن أمير المؤمنين نكب (٢) كنانته بين يديه ، أي كبها ، يقال : نكب الرجل الكنانة ينكبها نكبا ونكوبا إذا كبّها. وقوله : فعجم عيدانها يريد أنه اختبر سهامها ، وهذا مثل ضربه لنفسه ولأمثاله من رجال السلطان ، يريد أنه اختبر أصحابه فوجدني أمرّهم وأصلبهم فرماكم بي ، يقال : عجمت العود أعجمه عجما (٣) إذا عضضته بأسنانك لتنظر هو أصلب أم خوار. وعجمت الرجل إذا رزته ، وعجمت الشيء إذا ذقته. قال الشاعر :

أبى عودك المعجوم إلّا حلاوة

وكفاك إلّا نائلا حين تسأل

وقوله : لأعصبنكم عصب السلمة ، والسلمة : شجرة ، وجمعها سلم ، وبها سمي الرجل سلمة. حدثني أبو حاتم عن الأصمعي أنه قال : السلمة يأتيها الرجل فيشدها بنسعة إذا أراد أن يحيطها حتى لا يشد شوكها فيصيبه ، فيضرب مثلا لمن عصبه شرّ وأمر

__________________

(١) البيت في الكامل للمبرد ٢ / ٤٩٧ منسوبا لدريد بن الصمة وعجزه فيه :

بعيد من السوآت طلاع أنجد

(٢) ورد في رواية : نثر.

(٣) المصدر : العجم ، يقال عجمته عجما ، ويقال لنوى كل شيء : عجم مفتوح ، ومن أسكن فقد أخطأ ، (المبرد ، الكامل ٢ / ٥٠١).