إلى جنبي منكسرا مهزوما مهموما حزينا ، فقال : يا حجّاج ما هذا الخبر الذي جئت به؟ فقلت : وهل عندك موضع للخبر؟ فقال : نعم ، فقلت : فاستأخر عني لا ترى معي حتى تلقاني خاليا ففعل ، ثم فصل إليّ حتى لقيني فقال : يا حجاج ما عندك من الخبر؟ فقلت : والله الذي يسرّك تركت والله ابن أخيك قد فتح الله تعالى عليه خيبر ، وأخلا من أخلا من أهلها وقتل من قتل منهم ، وصارت أموالها كلها له ولأصحابه ، وتركته عروسا على ابنة حييّ ملكهم فقال : حقّ ما تقول يا حجّاج؟ قلت : نعم والله وقد أسلمت وما جئت إلّا لآخذ مالي ثم ألحق برسول الله صلىاللهعليهوسلم فأكون معه ، فأكتم عليّ الخبر ثلاثا ، فإني أخشى (١) الطلب ثم تكلم بما حدثتك فهو والله حقّ ، فانصرف عني وانطلقت.
فلمّا كان اليوم الثالث من اليوم الذي خرجت فيه لبس العبّاس حلّة ، وتخلّق ، ثم أخذ عصاه وخرج إلى المسجد حتى استلم الركن ، ونظر إليه رجال من قريش فقالوا : يا أبا الفضل هذا والله التجلّد على حرّ المصيبة ، فقال : كلا والله (٢) حلفتم به ، ولكنه قد نزل وقد فتح خيبر وصارت له ولأصحابه ، وترك عروسا على ابنة ملكهم ، فقالوا : من أتاك بهذا الخبر؟ فقال : الذي جاءكم وأخبركم به الحجّاج بن علاط ، ولقد أسلم ، وتابع محمّدا (٣) على دينه ، وما جاء إلّا ليأخذ ماله ثم يلحق به ، وهو والله فعل. فقالوا : أي عباد الله ، خدعنا عدو الله أما والله لو علمنا ، ثم لم يلبثوا أن جاءهم الخبر بذلك ، انتهى [٢٩١١].
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، نبأنا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أخبرنا أبو محمّد الحسين بن محمّد بن عباس ، نبأنا أبو القاسم بن إبراهيم بن محمّد بن أحمد المناديلي ، أخبرنا أبو محمّد الحسن بن إبراهيم بن محمد ـ ـ ـ ـ ـ ـ (٤) نبأنا محمد بن عبد الواحد بن محمّد ، نبأنا محمّد بن (٥) ، أنبأنا عبد الله بن عبد الله بن الحسن بن علي بن محمد ، أنا أبو بكر بن موفق ، نبأنا أيوب بن سويد ، حدثني يحيى بن زاهد زيد الباهلي ، عن محمّد بن عبد الله الليثي عن واثلة بن الأسقع ، قال : كان إسلام الحجّاج بن علاط البهزي السّلمي أنه خرج في ركب من قومه يريد مكة ، فلما جنّ عليهم
__________________
(١) الكلمة غير واضحة بالأصل والمثبت عن ابن هشام وأسد الغابة.
(٢) بالأصل وأسد الغابة : «والذي» والمثبت عن ابن هشام.
(٣) بالأصل «محمد».
(٤) كلمة غير واضحة.
(٥) كلمة غير واضحة.