موالي بلال يأخذونه فيضجعونه في الشمس ثم يأخذون الحجر فيضعونه على بطنه [ويعصرونه] ويقولون : دينك اللّات والعزّى ، فيقول : ربي الله ، ويقول : أحد أحد. فقال : وأيم الله لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم منها لقلتها قال : فمرّ أبو بكر الصديق فقالوا (١) : يا أبا بكر ألا تشتري أخاك في دينك؟ قال : بلى ، فاشتراه بأربعين أوقية ، وأعتقه.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أخبرنا محمد بن علي بن محمد الخشّاب ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن بامويه ، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدّثنا محمد بن عبيد الله المنادي ، حدّثنا روح بن عبادة ، حدّثنا هشام ، عن محمد أن بلالا (٢) لما ظهر مواليه على إسلامه مطوه في الشمس وجعلوا يجيئون بتلك السهلة الحارة فيضعونها على صدره ، ويقولون : إلهك اللّات والعزّى ، فيقول : أحد أحد ، فأتى أبو بكر فقيل له : إن بلالا قد ظهر مواليه على إسلامه وقد مطوه فأتاهم وهم كذلك فقال : علام تقتلونه فإنه غير مطيعكم ، قالوا : اشتره منا قال : نعم ، فاشتراه منهم بسبع أواقي ، ثم أعتقه ، ثم انطلق إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله اشتريت بلالا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الشركة يا أبا بكر» فقال : قد أعتقته يا رسول الله ، فبلغ أبا بكر أنهم قالوا : اشتراه منا بسبع أواقي ، ولو أبى إلّا أوقية لبعناه إياه ، فقال أبو بكر : لو أبوا إلّا مائة أوقية لاشتريته بها [٢٦٢٧].
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم ، أخبرنا محمد بن سعد (٣) ، أنبأنا عارم بن الفضل ، حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد أن بلالا أخذه أهله فمطوه وألقوا عليه من البطحاء وجلد بقرة فجعلوا يقولون : ربك اللّات والعزّى ويقول : أحد أحد. فأتى عليه أبو بكر فقال : علام تعذبون هذا الإنسان؟ قال : فاشتراه بسبع أواق فأعتقه ، فذكر ذلك للنبي صلىاللهعليهوسلم فقال : «الشركة يا أبا بكر» ، قال : قد أعتقته يا رسول الله [٢٦٢٨].
قال : وأخبرنا محمد بن سعد (٤) ، أخبرنا عثمان بن عمر ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، قالا : حدّثنا ابن عون ، عن عمير بن إسحاق ، قال : كان بلال إذا اشتدّوا عليه في العذاب قال : أحد أحد ، قال : فيقولون له : قل كما نقول ، فيقول : إنّ لساني لا يحسنه.
__________________
(١) بالأصل : فقال.
(٢) بالأصل : بلال.
(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٣٢.
(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٣٢.