أخبرنا محمد بن إسحاق (١) ، حدّثني هشام بن عروة ، عن أبيه قال : كان ابن نوفل يمرّ ببلال وهو يعذّب على الإسلام وهو يقول : أحد أحد [فيقول ورقة : أحد أحد](٢) والله يا بلال [لن تفدى](٣) ، ثم يقبل على من يفعل ذلك به من بني جمح وعلى أمية فيقول : أحلف بالله لئن قتلتموه على هذا لأتّخذنّه حنانا.
قال ابن إسحاق : فبلغني أن عمار بن ياسر قال : وهو يذكر بلال بن رباح وأمه حمامة وأصحابه وما كانوا فيه من البلاء وعتاقة أبي بكر إياهم فقال (٤) :
جزى الله خيرا عن بلال وصحبه |
|
عتيقا وأخزى فاكها وأبا جهل |
عشية هما في بلال بسوأة |
|
ولم يحذرا ما يحذر المرء ذو العقل |
بتوحيده رب الأنام وقوله : |
|
شهدت بأن الله ربي على مهل |
فإن يقتلوني (٥) يقتلوني ولم أكن |
|
لأشرك بالرّحمن من خيفة القتل |
فيا رب إبراهيم والعبد يونس |
|
وموسى وعيسى نجني ولا تمل |
لمن ظل يهوى الغي من آل غالب |
|
على غير برّ كان منه ولا عدل |
[أخبرنا] أبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا (٦) البنّا ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد بن بيري ـ إجازة ـ أنبأنا محمد (٧) بن الحسين بن أبي بكر ، أنبأنا أبو عاصم الزّعفراني (٨) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، حدّثنا موسى بن إسماعيل ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، أخبرنا هشام بن عروة ، قال : أعتق أبو بكر ممن كان يعذب في الله سبعة أنفس منهم بلال الخير الأسود ، وعامر بن فهيرة.
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى ، أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي (٩) ، حدّثنا يحيى بن أبي طالب ، حدّثنا محمد بن خالد ، أخبرنا أبي عن داود ، عن عامر قال : [كان]
__________________
(١) سيرة ابن إسحاق ص ١٧٠.
(٢) ما بين معكوفتين في الموضعين زيادة عن سيرة ابن إسحاق.
(٣) ما بين معكوفتين في الموضعين زيادة عن سيرة ابن إسحاق.
(٤) الخبر والأبيات في سيرة ابن إسحاق ص ١٧٠ ـ ١٧١.
(٥) في سيرة ابن إسحاق : فإن تقتلوني تقتلوني.
(٦) بالأصل : «أنبأنا» والصواب «ابنا» كما أثبت ، تقدم.
(٧) ما بين الرقمين في المطبوعة : «أنبأ محمد بن الحسين الزعفراني».
(٨) ما بين الرقمين في المطبوعة : «أنبأ محمد بن الحسين الزعفراني».
(٩) المطبوعة ١٠ / ٣١٢ الثلجي.