ثم إن عبيد الله بن زياد بعث مولى له يقال له أيوب بن حمران إلى الشام ليأتيه بخبر يزيد ، فركب عبيد الله ذات يوم حتى إذا كان في رحبة القصّابين ، إذا هم بأيوب بن حمران قد قدم فلحقه فأسرّ إليه بموت يزيد بن معاوية ، فرجع عبيد الله من مسيره ذلك وأتى منزله ، وأمر عبد الله بن حصن أحد بني ثعلبة بن يربوع فنادى : أن الصلاة جامعة.
قال أبو عبيدة : وأما عمير بن معن الكاتب ، فحدّثني قال : الذي بعث عبيد الله حمران مولاه ، فعاد عبيد الله بن نافع أخا زياد لأمه ، ثم خرج عبيد الله ماشيا من خوخة كانت في دار نافع إلى المسجد ، فلما كان في صحنه إذا هو بمولاه حمران أدنى ظلمة عند العشاء ـ وكان حمران رسول عبيد الله إلى معاوية حياته وإلى يزيد ـ فلما رآه ولم يكن [آن](١) له أن يقدم قال : مهيم قال : خير. قال : ما وراءك خير؟ قال : أدنو منك؟ قال : نعم ـ فدنا وأسرّ إليه موت يزيد واختلاف أهل الشام ـ فأقبل عبيد الله من فوره فأمر مناديا ينادي أن الصلاة جامعة ، فلما تجمع الناس صعد المنبر فنعى يزيد ، وعرّض بثلبه لقصد يزيد إياه قبل موته خافه عبيد الله : فقال الأحنف لعبيد الله إنه قد كانت ليزيد في أعناقنا بيعة ، وكان يقال : «أعرض عن ذي قبر» (٢). فأعرض عنه ، الحديث.
٨٥٤ ـ أيوب بن خالد
أبو عثمان الجهني الحرّاني (٣)
سمع الأوزاعي ببيروت من ساحل دمشق ، ودخل دمشق وسمع محمد بن علوان مولى يزيد بن عبد الملك الأموي الجزري.
روى عنه : سليمان بن يوسف ، وأبو الأزهر أحمد بن الأزهر ، وإبراهيم بن هانئ النّيسابوريان ، ومحمد بن يحيى بن زكريا الأموي الحرّاني.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمد بن موسى ، أنا أبو الحسين الخفّاف ، أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشّرقي ، حدّثنا أبو الأزهر ، حدّثنا أيوب بن خالد الحرّاني ، حدّثنا الأوزاعي ، حدّثني ثابت بن
__________________
(١) سقطت من الأصل واستدركت عن الطبري ، وهي مستدركة فيه أيضا بين معكوفتين.
(٢) الطبري : أعرض عن ذي فنن.
(٣) ترجمته في تهذيب التهذيب ١ / ٢٥٤.