يزهر ، فقال : أي ربّ من هذا؟ قال : هذا ابنك داود ، قال : أي ربّ كم عمره؟ قال : ستون عاما ، قال : أي ربّ زد في عمره ، قال : لا ، إلّا أن أزيده من عمرك ، وكان عمر آدم ألف عام ، فزاده أربعين عاما ، فكتب الله عزوجل بذلك كتابا ، وأشهد عليه الملائكة ، فلما احتضر آدم فأتته الملائكة لتقبضه قال : إنه قد بقي من عمري أربعون عاما فقيل : إنك قد وهبتها لابنك داود ، قال : ما فعلت وأبرز الله عليه الكتاب وشهدت عليه الملائكة» [٢٠٢٢].
أخبرنا أبو العز بن كادش ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الجبلي (١) ، نا أبو عبد الله محمد بن خالد بن يزيد الرّاسبي ، نا الفضل بن يعقوب الجزري ، نا فضال بن عيسى ، نا الحارث بن عبد الرّحمن ، نا سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«لما خلق الله آدم ـ عليهالسلام ـ نفخ فيه الروح فقال : الحمد لله تعالى ، فقال له ربه تعالى : رحمك ربك ، ثم قال : اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملإ منهم فقل : السلام عليكم ، فذهب فقال : السلام عليكم ، فقالوا : سلام عليك ورحمة الله وبركاته ، ثم رجع إلى ربه تعالى فقال : هذه تحيّتك وتحيّة ذريّتك بينهم ، ثم قال له ويداه مقبوضتان : يا آدم اذهب ـ يعني اختر ـ قال : اخترت يمين ربّي تعالى ، وكلتا يديه يمين ، ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريّته فقال : يا رب من هؤلاء؟ قال : هؤلاء آدم وذريّته وإذا كل إنسان منهم مكتوب عمره ، وإذا آدم مكتوب ألف سنة وإذا فيهم رجل أضواهم ـ أو من أضواهم ـ لم يكتب له إلّا أربعين سنة ، فقال : أي رب من هذا؟ قال : ابنك داود ، قال : يا رب زد في عمره ، قال : ذاك الذي كتب ، قال : فإني أجعل له من عمري ستين سنة ، قال : أنت وذاك فأدخل الجنة ما شاء ، ثم أهبط منها فكان يعد لنفسه قال : فأتاه ملك الموت ـ عليهالسلام ـ فقال له : عجلت أليس قد كتب الله تعالى لي ألف سنة؟ قال : بلى ، ولكنك قد جعلت لابنك داود ستين سنة ، قال : ما جعلت ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فجحد فجحدت ذرّيّته ونسيت ذرّيته قال : فيومئذ أمر بالكتاب والشهود (٢)» [٢٠٢٣].
كذا قال : فضال بن عيسى ، وهو وهم والصواب : صفوان بن عيسى.
__________________
(١) ضبطت عن الأنساب ، وترجم له.
(٢) البداية والنهاية ١ / ٩٨.