أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني ، أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق ، أنا أبو محمد الحسن بن محمد المديني ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر اللّنباني (١) ، نا أبو بكر عبد الله بن محمد القرشي ، حدّثني محمد بن صالح ، حدّثني عون بن كهمس ، عن أبي الأسود الطفاوي ـ وكان ثقة ـ عن سعيد بن جبير قال : اختصم ولد آدم فقال بعضهم : أيّ الخلق أكرم على الله؟ قال بعضهم : آدم خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته ، قال آخرون : الملائكة الذين لم يعصوا الله ، فقالوا : بيننا وبينكم أبونا. فانتهوا إلى آدم فذكروا له ما قالوا ، فقال : يا بني إن أكرم الخلق ـ يعني محمدا ـ ما عدا أن نفخ في الروح فما بلغ قدمي حتى استويت جالسا فبرق لي العرش فنظرت فيه محمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فذاك أكرم الخلق على الله.
قال : ونا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن المغيرة المازني ، حدثني أبي قال : أخبرني رجل من أهل الكوفة من عبّاد الناس من الأنصار قال : حدثني عبد الرّحمن بن عبد ربه المازني من أهل البصرة ، عن شيخ من أهل المدينة من أصحاب عبد الله بن مسعود قال : لما أصاب آدم الذنب نودي : أن أخرج من جواري ، فخرج يمشي بين شجر الجنة فبدت عورته ، فجعل ينادي : العفو العفو ، فإذا شجرة قد أخذت برأسه ، فظن أنها أمرت به ، فنادى : بحق محمد إلا عفوت عني فخلّي عنه ، ثم قيل له : أتعرف محمدا؟
قال : نعم ، قيل : وكيف؟ قال : لما نفخت فيّ يا رب الروح رفعت رأسي إلى العرش فإذا فيه مكتوب محمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فعلمت أنك لم تخلق خلق أكرم عليك منه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، نا محمد بن يوسف الهروي ، نا محمد بن حمّاد الطّهراني (٢) ، أنا عبد الرزاق ، أنا الثوري ، عن [أبي](٣) حصين أو غيره ، عن سعيد بن جبير قال : إنما سمّي آدم لأنه خلق من أديم الأرض (٤).
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبي أبو
__________________
(١) ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٣١١ (١٥١) واللنباني بتقديم النون.
(٢) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى طهران قرية بالري ، وللمنتسب لها ترجمة في الأنساب.
(٣) سقطت من الأصل وم ، واستدراكها ضروري ، عن تاريخ الطبري ١ / ٩١ والرواية التالية.
(٤) تاريخ الطبري ١ / ٩١.