أبو بكر الشافعي ، نا عبد الله بن محمد بن ناجية ، نا بندار ، نا أبو أحمد ، نا سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير قال : خلق آدم صلىاللهعليهوسلم من أرض يقال لها : دحناء ـ وفي الأصل دحرا.
كتب إليّ أبو طالب بن يوسف ، أنا أبو إسحاق البرمكي ، ثم حدثني أبو المعمّر الأنصاري ، أنا أبو الحسين بن الطّيوري ، أنا أبو الحسن بن القزويني ، وأبو إسحاق البرمكي ، قالا : أنا محمد بن العباس الخزّاز ، أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، أنا أبو محمد عبد الله بن مسلم الدّينوري قال : في حديث سعيد بن جبير أنه قال : خلق الله عزوجل آدم من دحناء.
وفي حديث آخر : ومسح ظهره بنعمان السّحاب ، ونعمان : جبل بالقرب من عرفة ، وبلغني أنه يتوصّل بوادي القرى ونواحيه ، وهما جبلان ، يقال لهما : جبلا نعمان (١) ، ونسبه إلى السحاب لأنه يشرف عليهما ويعلوهما بالسّحاب ، يركز عليهما ويعلوهما قال الشاعر :
أيا جبلي نعمان بالله خلّيا |
|
سبيل الصّبا يخلص إليّ نسيمها |
وفي حديث آخر للحسن : أنه خلق جؤجؤه من نقاضريّة ، أي خلق صدره من رمل ضريّة.
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمد بن هارون ، نا أحمد ـ هو ابن يوسف ـ نا خلف ـ وهو ابن هشام ـ نا إسماعيل ـ هو ابن عبد الكريم ـ حدّثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهبا يقول : خلق الله آدم مما شاء وكما شاء فكان كذلك (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ)(٢) خلق من التراب والماء ، فمنه لحمه ودمه وشعره وعظامه وجسده كله ، فهذا به والخلق الذي خلق الله منه آدم.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، أنا أبو الحسين محمد بن المظفّر الحافظ ، نا أبو بكر محمد بن محمد بن
__________________
(١) انظر معجم البلدان ٥ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤.
(٢) سورة المؤمنون ، الآية : ١٤.