الله بعث إبليس فأخذ من أديم الأرض من عذبها ومالحها (١) ، فخلق منه آدم ، فكل شيء خلقه من عذبها فهو صائر إلى الجنة وإن كان ابن كافر ، وكل شيء خلقه من مالحها (٢) فهو صائر إلى النار وإن كان ابن تقيّ ، قال : فمن ثمّ قال إبليس (أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً)(٣) لأنه جاء بالطينة قال : فسمّي آدم ، لأنه خلق من [أديم](٤) الأرض.
جؤجؤه : صدره. وضريّة : منزل بطريق البصرة إلى مكة نحو اليمامة (٥).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا أبو جعفر بن أبي شيبة ، نا أبي ، نا جرير بن عبد الحميد ، عن يعقوب [القمي](٦) عن جعفر [بن أبي المغيرة](٧) ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : بعث ربّ العزة عزوجل إبليس فأمره أن يحس (٨) من أديم الأرض من عذبها ومالحها (٩) ففعل ، فخلق منه آدم ، فمن ثمّ سمّي آدم لأنه خلق من أديم الأرض ، فما خلق من الأرض لم يكن إلّا سعيدا وإن كان من كافرين ، وما خلق من المالح لم يكن إلّا شقيا وإن كان من برّ تقيّ.
أخبرنا أبو بكر العدل ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد (١٠) ، أنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسديّ ، نا سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، قال : خلق آدم من أرض يقال لها دحناء (١١).
أخبرنا بهذه الحكاية عالية أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا
__________________
(١) ابن سعد والطبري : وملحها.
(٢) ابن سعد والطبري : وملحها.
(٣) سورة الإسراء ، الآية : ٦١.
(٤) زيادة عن ابن سعد.
(٥) ضرية : سميت ضرية بضرية بنت نزار ، وهي قرية عامرة قديمة على وجه الدهر في طريق مكة من البصرة من نجد (معجم البلدان).
(٦) الزيادة عن الموضعين عن تاريخ الطبري ١ / ٩٠.
(٧) الزيادة عن الموضعين عن تاريخ الطبري ١ / ٩٠.
(٨) كذا رسمها بالأصل وسقطت من الطبري وفي م : «نحس».
(٩) في الطبري : وملحها.
(١٠) طبقات ابن سعد ١ / ٢٥.
(١١) دحنا يروى فيها القصر والمد ، أرض بين الطائف والجعرانة ، وهي من مخاليف الطائف (معجم البلدان).