رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب ، فإذا سمع الناس بذلك وصاروا إليه ، فيقول من عنده : لئن (١) تركنا الناس يأخذونه ليذهبنّ به (٢) ، قال : فيقتتل الناس فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون (٣)» [١٩٨٩].
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، وأنا أسمع ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا زهير ، نا شبّابة بن سوار ، عن شعبة ، عن أبي جمرة (٤) ، عن إياس بن قتادة البكري ـ وكان قاضيا بالري ـ عن قيس بن عباد (٥) ، قال (٦) : كنت آتي المدينة فألقى (٧) أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم وكان أحبّهم إليّ أبيّ بن كعب ، وإن صلاة الصبح أقيمت فخرج عمر ومعه رجل وأنا في الصف الأول فنظر في وجوههم فعرفهم كلهم غيري ، فدفعني ، وقام في مقامي قال : فما عقلت صلاتي ، فلما قضى الصلاة أقبل على أبيّ فقال : يا فتى لا يسوؤك الله ، لم آت الذي أتيت بجهالة ، إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كونوا في الصف الذي يليني» وإنّي نظرت في وجوه القوم فعرفتهم كلهم غيرك. قال : ثم قعد ، قال : فما رأيت الرجال مدت أعناقها إلى رجل متوجّها إلى أبيّ بن كعب فقال : هلك أهل العقدة (٨) ورب الكعبة ولا أسى عليهم ثلاث مرات يقول ذلك إنما أسى على من يهلكون من المسلمين.
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (٩) ، نا محمد بن جعفر ، نا شعبة ، قال : سمعت أبا جمرة (١٠) ، نا إياس بن قتادة ، عن قيس ـ يعني ابن عباد ـ قال محمد أسقطته من كتابي هو
__________________
(١) ما بين الرقمين في الحلية والسير : «لئن تركنا الناس يأخذون منه لا يدعون منه شيئا».
(٢) ما بين الرقمين في الحلية والسير : «لئن تركنا الناس يأخذون منه لا يدعون منه شيئا».
(٣) الحديث أخرجه مسلم في الفتن باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات ... ح ٢٨٩٥ وأحمد مختصرا في مسنده ٥ / ١٣٩ و ٥ / ١٤٠.
(٤) اسمه نصر بن عمران بن عصام الضبعي البصري ، نزيل خراسان ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٢٤٣ (١٠٥) وفي الحلية ١ / ٢٥٢ «أبي حمزة» تحريف.
(٥) ضبطت عن تبصير المنتبه ٣ / ٨٩٢ بالضم وبالتخفيف.
(٦) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٢٥٢ وسير أعلام النبلاء ١ / ٣٩٦.
(٧) الحلية والسير : للقاء.
(٨) يريد البيعة المعقودة للولاة ، والعقد من عقد الألوية للأمراء (النهاية : عقد).
(٩) مسند أحمد ٥ / ١٤٠.
(١٠) في مسند أحمد : «أبا حمزة» تحريف.