ذهب ربع الليل قام فقال : «أيها الناس اذكروا الله ، اذكروا الله جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة ، جاء الموت بما فيه ، جاء الموت بما فيه ، جاء الموت بما فيه» قال أبيّ : قلت : يا رسول الله إني أكثر الصّلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي قال : «ما شئت ، وإن زدت فهو خير» ، قال : الربع؟ قال : «ما شئت ، وإن زدت فهو خير» ، قال : أجعل النصف؟ قال : «ما شئت ، وإن زدت فهو خير» ، قال : الثلثين؟ قال : «ما شئت ، وإن زدت فهو خير» ، قال : أجعل لك صلاتي كلها؟ قال : «إذا تكفى همّك ويغفر ذنبك» [١٩٨٤].
أنبأنا أبو علي المقرئ (١) ، أنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ (٢) ، نا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن خليد الحلبي ، نا محمد بن عيسى ، نا معاذ بن محمد بن محمد (٣) بن أبيّ بن كعب عن أبيه عن جده عن أبيّ بن كعب أنه قال : يا رسول الله ما جزاء الحمّى؟ قال : «تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم ، أو ضرب عليه عرق» ، قال أبيّ : اللهمّ إنّي أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك ولا خروجا إلى بيتك ولا مسجد نبيك صلىاللهعليهوسلم قال : فلم يمس أبيّ قطّ إلّا وبه حمى [١٩٨٥].
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو طاهر الفقيه وأبو محمد الحسن بن علي بن المؤمّل قالا : نا أبو عثمان عمرو بن عبد الله ، نا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب ، أنا خالد بن مخلد ، نا محمد بن جعفر بن أبي كثير ، حدّثني سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة (٤) ، عن زينب بنت كعب (٥) ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي قال : «ما من شيء يصيب المؤمن في جسده إلّا كفّر الله عنه به من الذنوب» [١٩٨٦].
فقال أبيّ بن كعب : اللهمّ إني أسألك أن لا تزال الحمّى مضارعة لجسد أبيّ بن كعب حتى يلقاك ، لا يمنعه من صيام ، ولا صلاة ، ولا حجّ ، ولا عمرة ، ولا جهاد في
__________________
(١) اسمه الحسن بن أحمد الحداد ، فهارس شيوخ ابن عساكر (المطبوعة ٧ / ٤٣١).
(٢) حلية الأولياء ١ / ٢٥٥.
(٣) في الحلية : معاذ بدل محمد.
(٤) ضبطت بالقلم عن تقريب التهذيب.
(٥) وهي زوج أبي سعيد الخدري (تقريب التهذيب).