.................................................................................................
______________________________________________________
غير مراد جزماً.
بل المراد اتفاق الكلّ على جلالة هؤلاء ووثاقتهم ، بحيث لم يختلف في ذلك اثنان ، وبذلك يمتازون عن غير أصحاب الإجماع ، فلا يتأمل في الرواية من ناحيتهم ، لا أنّه يعمل بالرواية ويحكم بصحّتها على الإطلاق ، كيف وقد ظفرنا على رواية هؤلاء عمّن هو مشهور بالكذب والضعف كما أشرنا إلى جملة من ذلك في كتابنا معجم الرجال (١) فراجع إن شئت.
نعم ، لو تمّ ما ادّعاه الشيخ في العدّة من الإجماع على أنّ مراسيل ابن أبي عمير وأضرابه بمنزلة المسانيد ، بدعوى أنّ هؤلاء لا يروون إلّا عن الثقة (٢) حكم في المقام بصحّة الرواية. لكنّه لا يتم ، كيف والشيخ (قدس سره) نفسه لم يعمل بمراسيل ابن أبي عمير في كتاب التهذيب (٣). فيظهر أنّ تلك الدعوى اجتهاد منه كما نبّهنا عليه في الكتاب المزبور (٤).
فتحصّل من جميع ما ذكرناه : أنّ الرواية وإن كانت تامّة الدلالة إلّا أنّها ضعيفة السند من جهة إسماعيل بن مرار أوّلاً ، ومن جهة الإرسال ثانياً ، هذا.
ولكن المناقشة من الجهة الأُولى قابلة للدفع ، نظراً إلى أنّ إسماعيل بن مرار مذكور في أسانيد كتاب التفسير لعلي بن إبراهيم ، وقد التزم هو في تفسيره (٥) كجعفر بن محمد بن قولويه في كامله (٦) بأن لا يروي إلّا عن الثقة ، فكانت
__________________
(١) معجم رجال الحديث ١ : ٦٣ ٦٦.
(٢) عدّة الأُصول ١ : ٥٨ السطر ٧.
(٣) التهذيب ٨ : ٢٥٧ / ٩٣٢.
(٤) معجم رجال الحديث ١ : ٦٢.
(٥) تفسير القمي ١ : ٤.
(٦) كامل الزيارات : ٤.