أشقيق روحي هل تراك علمت إذ |
|
غودرت وانثالت عليك لئامها |
أن خلت أطبقت السماء على الثرى |
|
أو دكدكت فوق الرُّبى أعلامها |
لكن أهان الخطب عندي أنّني |
|
بك لاحقٌ أمراً قضى علّامها .. (١) |
الكعبي
من نوابغ الشعراء الحاج هاشم الكعبي الدورقي المتوفّى سنة ١٢٣١ وهذه قصيدته الميميّة في رثاء أبي الفضل موجودة في ديوانه المطبوع في النجف الأشرف وهذا فصل منها :
وموقف لهم تنسي مواقفه |
|
وقايع الحرب في أيّامها القدم |
أيّام قاد ابن خير الخلق معلمة |
|
لم ترد فرسانها إلّا أخا علم |
يوم أبو الفضل تدعو الظاميات به |
|
والماء تحت شبا الهنديّة الخذم |
يوم دعاه الهدى الهادي لنصرته |
|
والدين والكفر من باكٍ ومبتسم |
وأقبل الليث لا يرديه خوف ردًى |
|
باد البشاشة كالمدعوّ للنِّعَم |
فيّاض مكرمة خوّاض ملحمة |
|
فضّاض معضلة عار من الوصم |
يشتدّ كالصقر والأبطال هاربة |
|
عن ضيغم كظباء الضال والسّلم |
يبدو فيغدو حميم الجمع منصدعاً |
|
نصفين ما بين مطروح ومنهزم |
حتّى حوى بحرها الطامي فراتهم |
|
الجاري ببحر من النهديّ ملتطم |
وأصبح الماء ملكاً طوع راحته |
|
مصرفاً منه في حكم وفي حكم |
فكفّ كفّاً عن الورد المباح وفي |
|
أحشائه ضرم ناهيك من ضرم |
وهل ترى صادقاً دعوى أُخوّته |
|
روّى حشًى وأخوه في الهجير ظمي |
__________________
(١) الدرّ النّضيد ، ص ٢٧٤.