في الزيارة الرجبيّة : « السلام على عقبة بن سمعان ».
وفي نفس المهموم عن الطبري وكامل ابن الأثير الجزري عن عقبة بن سمعان أنّه قال : صحبت حسيناً فخرجت معه من المدينة إلى مكّة ، ومن مكّة إلى العراق ولم أُفارقه حتّى قُتل عليهالسلام وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكّة ولا في الطريق ولا بالعراق ولا في عسكر ، إلى يوم مقتله إلّا وقد سمعتها ، لا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس وما يزعمون من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية ولا أن يسيّروه إلى ثغر من ثغور المسلمين ولكنّه قال : دعوني ولأذهب في هذه الأرض العريضة حتّى ننظر ما يصير أمر الناس (١) وسمعت منه كرّات ومرّات أنّه قال : لا والله ما أُعطيهم إعطاء الذليل ولا أفرّ فرار العبيد.
وعقبة بن سمعان هذا هو الذي أمر الإمام الحسين عليهالسلام في منزله بذي حسم أن يأتيه بالخرجين ليعرضهما على الحرّ بن يزيد من الزيارة الرجبيّة أنّ عقبة بن سمعان من الشهداء لأنّها مختصّة بهم وبذكر أسمائهم من هنا قال المامقاني : عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الحسين عليهالسلام ثمّ ذكر عن الطبري أنّه غلام السيّدة المصونة الرباب زوج سيّد الشهداء ، وكان محافظاً لخيل الحسين ويخدم في بيت الرباب ، وصحب الإمام عليهالسلام من المدينة حتّى استشهد الإمام عليهالسلام فركب فرسه ليهرب إلى الكوفة ولكنّه قبض عليه وجيء به إلى ابن سعد فسأله ابن سعد : من أنت ؟ قال : أنا عبد مملوك فخلّى سبيله وكان يحكي ما رآه في كربلاء تفصيلاً مِن ثَمّ لا يُحسب في الشهداء.
__________________
(١) نفس المهموم ، ص ١٩٩ و ٢٠٠ وقال في الهامش : تاريخ الطبري ، ج ٧ ص ٣١٤ ؛ الكامل لابن الأثير ، ج ٤ ص ٥٤.