نبذة ممّا قيل في مرثية قمر بني هاشم عليهالسلام (١)
القصائد والمراثي التي نظمها الشعراء في أبي الفضل يتعذّر حصرها ، ولا يعدّها عدّ.
فمن يوم عاشوراء إلى يومنا هذا في كلّ عصر وزمان ، وفي كلّ قطرٍ وحيّ وبلد نظم أولياء آل الرسول قصائدهم كلّ بلغته من العربي والفارسي والتركي والهندي في مدح آل البيت ورثائهم ، وأُنشدت في المجالس والمحافل ، وما زالوا على هذه الحال. نظراً للأحاديث والأخبار والروايات التي تحثّ على رثائهم ومدحهم كالرواية التالية وهي كثيرة واشتهر عنهم الحديث : من قال فينا بيتاً من الشعر بنى الله له بيتاً في الجنّة (٢) وغيره من أمثاله.
ونكتفي في هذه الإضمامة بشيءٍ يسير من مراثيهم تيمّناً وتبرّكاً ، فأوّل من رثى العبّاس أُمّه أُمّ البنين عليهاالسلام وكانت تمسك بطفلي أبي الفضل وتأتي البقيع فيجتمع عليها الناس لاستماع حرارة رثائها ويبكون أشدّ البكاء حتّى مروان بن الحكم كان يستمع إلى رثائها ويبكي ، وهو قولها :
لا تدعونّي ويك أُمّ البنين |
|
تُذكّريني بليوث العرين |
كانت بنون لي أُدعى بهم |
|
واليوم أصبحت ولا من بنين |
أربعةٌ مثل نسور الرُّبى |
|
قد واصلوا الموت بقطع الوتين |
تنازع الخرصان (٣) أشلائهم |
|
فكلّهم أمسوا صريعاً طعين |
يا ليت شعري أكما أخبروا |
|
بأنّ عبّاساً قطيع الوتين |
__________________
(١) في الكتاب عناوين وضعها المؤلّف بالعربيّة آثرت بقائها كما هي.
(٢) جهاد الإمام السجّاد لمحمّد رضا الجلالي ، ص ١٨٩.
(٣) الخرصان : جمع خرص وهو الرمح.