أباه ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) (١) فعجبت وقلت : حقّاً إنّك لابن رسول الله حيث آثرت الفرس على نفسك مع قساوة العطش ، ومع ذلك فقد استولى عليّ الشقاء وحرّضت الناس على حربه وقتاله ، ولم يدافعني أحد وقلت في نفسي : إذا شرب الحسين الماء أهلكنا كلّنا ، فألهمني الشيطان أن أقول : يا حسين ، أتلتذّ بالماء وقد هتك حرمك وأُبيحت خيامك ، فلمّا سمع ذلك اضطرب وخرج من الفرات على ظمئه ورأى الخيام سالمة مع العيال فعلم أنّها مكيدة. وأراد العودة إلى الفرات فما أمكنّاه ، فبكى وضحكت أنا لنجاح الخُطّة وحسن التدبير ، وكان هذا جزائي الذي تراه.
قال عبدالله الأهوازي راوي الخبر : قال أبي : لمّا سمعت ما قال أحسست كأنّ النار تستعر في أحشائي وقلت لهذا الطريد من رحمة الله المردود من بابه الذي لا يوجد مثله حتّى في اليهود والكفّار : صدقت ، اجلس حتّى آتيك بالطعام ، ودخلت داري وصقلت سيفي وخرجت عليه بالسيف فلمّا رآه بيدي قال : أنا ضيفك ، أو تكرمون الضيف على هذه الصورة ؟ فقلت : نعم هكذا يكون إكرام قتلة الحسين الضيوف. وصحت بأهل الدار وبغلماني فأقبلوا وأعانوني على قتله وعجّلنا بروحه إلى النّار (٢).
__________________
(١) الحشر : ٩.
(٢) هذه الحكاية يدلّ سياقها على وضعها مع كونها مرسلة ، وسندها يقتصر على عبدالله الأهوازي وهو مجهول ، وليس في هذا عجب فما أكثر الموضوعات في تاريخنا ولكن العجب من المؤلّف وهو الثبت المحقّق كيف رضي لنفسه أن يروي مثل هذه الروايات الساقطة ؟ وما الحاجة إلى الموضوعات ؟ وهل في الكذب خيرٌ أبدا ً؟ ولست أدري ما الذي يقصده هؤلاء الوضّاعون ؟ أيريدون رفع منزلة أهل البيت ؟ وهل فوق منزلتهم منزلة يرفعهم إليها الرافع ؟ نعم إنّهم يريدون جلب انتباه الغوغاء ليستدرّوا عطفهم ومِن ثَمّ ... الخ.