يديه من خلقه ربطاً محكماً وأسندوه على الجدار وطيّروا عليه السهام حتّى بلغت روحه الدرك الأسفل من النار.
وأمّا الخوارزمي فيقول في مقتله بأنّ المختار أرسل عبدالله الشاكري وعبدالله ابن كامل وراء يزيد بن ورقاء الجهني لأنّه ضرب العبّاس على يمينه ، فحاصروه في بيته فخرج عليهم كأنّه الخنزير الثمل جافي القدمين عارٍ من الثياب وهو يركض خارج البيت ، فهجموا عليه وأمسكوه ، فقال عبدالله بن كامل : لا تطعنوه برمح ولا تضربوه بسيف لئلّا يموت بسرعة ولكن ارجموه بالحجارة وارشقوه بالنبل ، فانهالوا عليه رضخاً بالحجارة ورمياً بالسهام حتّى أُثخن بالجراح ثمّ هوى على الثرى ، وعند ذلك أمر عبدالله بن كامل بإحراقه فجمعوا له حطباً وألقوه عليه ثمّ أوقدوا عليه النار وكان يوم أُحرق لم يزل حيّاً.
حكاية غريبة
أنا لا أبدي رأي في هذه الحكاية ولا أحكم عليها بسلب ولا إيجاب وأترك العهدة في نقلها على الناقل.
نقل المولى علي الخياباني التبريزي في المجلّد الخاصّ بمحرّم من وقايع الأيّام عن كتاب دار السلام للعالم الجليل الشيخ محمود العراقي أنّ جماعة من الأصحاب رووا عن عبدالله الأهوازي أنّه قال :
وقعت واقعة كبرى وهي ما حكاه والدي من أنّه قال : اجتزت
في السوق ذات يوم فرأيت رجلاً وقد حال لونه وتبدّل إلى الوحشيّة والظلمة كأنّه خشبة محترقة نصف احتراق ، وشمّ منه رائحة تزكم الأُنوف كأنّها رائحة الزفت على النار وبيده عصًى يخبط بها الأرض ويسأل الناس ، قال : فلمّا وقعت عيني عليه أحسست برعدة تتملّك جسمي فسألته : من أيّ البلاد أنت ؟ وإلى أيّ قبيلة تنتسب ؟ فلم يلق