واسودّ وجه الكون من أفعالهم |
|
والأرض صار بساطها من هامها |
منع السّهام الطّير في أوكانها |
|
خافت تطير حمامها لحمامها |
ومع ما تقدّم من إحاطتهم به وهجوم عليه بأعداد هائلة ، لم ترهبه كثرة العدوّ وحمل على الذئاب العاوية كحملات أبيه حيدر الكرّار فطيّر منهم الرؤوس والأيدي ، وعفّر جباههم بالتراب ، فبينما هو على هذه الحالة إذ كمن له نوفل بن الأزرق أو يزيد بن ورقاء الجهني من وراء نخلة فضربه على يمينه فأبانها وأعانهم على ذلك حكيم بن الطفيل السنبسي فأخذ قرّة عين عليّ المرتضى الذي له قلب النمر وكبد القرش متحاملاً على نفسه السيف بشماله ، وأدار السقاء إلى عاتقه الأيسر وراح يطرد العدوّ بين يديه ، بين قتيل وطريح وجريح ، وهو يرتجز :
والله إن قطعتم يميني |
|
إنّي أُحامي أبداً عن ديني |
وعن إمام صادق اليقين |
|
نجل النبيّ الطاهر الأمين |
نبيّ صدق جائنا بالدين |
|
مصدّقاً بالواحد الأمين |
* * *
چه دست راست جدا شد ز پيکر عبّاس |
|
|
گريست عرش بحال برادر عبّاس |
شکست پشت رسول از شکست بازويش |
|
|
خميد قدّ على چون هلال ابرويش |
جهان بديدهٔ مظلوم کربلا شب شد |
|
|
سپهر گفت اسيرى نصيب زينب شد |
* * *
بكى العرش مذ طاحت يمين أبي الفضل |
|
لحال أخيه سيّد الناس والأهل |
وظهر رسول الله منه قد انحنى |
|
فأعظم برزء قد دهى سيّد الرسل |