بلون الدم ، وقتل في هذه الحملة ثمانين شخصاً من عيونهم وأوصلهم إلى درك الفنا وساحة الآجال ، وهو يرتجز ويقول :
أُقاتل القوم بقلب مهتدي |
|
أذبّ عن سبط النبيّ أحمد |
أضربكم بالصارم المهنّد |
|
حتّى تحيدوا عن قتال سيّدي |
إنّي أنا العبّاس ذو التودّد |
|
نجل عليّ المرتضى المؤيّد |
ولقد أجاد (القائل) :
يمثّل الكرّار في كرّاته |
|
بل في المعاني الغرّ في صفاته |
ليس يد الله سوى أبيه |
|
وقدرة الله تجلّى فيه |
فهو يد الله وهذا ساعده |
|
تغنيك عن إثباته المشاهده |
صولته عند النزال صولته |
|
لولا الغلوّ قلت جلّت قدرته |
ولمّا رأى العدوّ صولته وقوّة ساعده فضّل الفرار على القرار وأعطى الحرب ظهره والهزيمة وجهه فكان قمر بني هاشم كالليث الغضبان يطأ الأرض مترفّقاً يريد الشريعة ، وأقحم الفرس الماء ، وكان لهول المعركة وشدّتها قد كضّه العطش وأضناه الجلاد ، فأراد أن يطفئ ظمأه ويريح عنّته ويبرد غلّته بشربة من الماء فأرخى يده إلى الفرات وغرف منه غرفة ليشرب فتذكّر عطش الحسين عليهالسلام فرمى الماء من يده ملأ قربته وخرج من المشرعة وهو يرتجز :
يا نفس من بعد الحسين هوني |
|
فبعده لا كنت أن تكوني |
هذا حسين شارب المنون |
|
وتشربين بارد المَعين |
هيهات ما هذا فعال ديني |
|
ولا فعال صادق اليقين |
* * *
آمد بيادش از لب خشک برادرش |
|
|
شد غيرت فرات دو چشم زخون ترش |