ووقف هو وأصحابه في القلب ، وعبّأ الإمام عليهالسلام أصحابه فجعل زهيراً بن القين على الميمنة ، وحبيب بن مظاهر على الميسرة ، وأعطى رايته أخاه العبّاس.
وقد ذكرنا سالفاً في ترجمة جنادة بن الحرث السلماني أنّه لمّا استعر أوار الحرب حمل جنادة وعمرو بن خالد ومولاه على عسكر ابن سعد فاقتطعهم العسكر عن أصحابهم فانتدب إليهم أخاه العبّاس فحمل عليهم بمفرده وفرّق جموع الأعداء وخلّصهم منهم فسلموا على قمر بني هاشم وأراد العبّاس أن يعود بهم إلى الخيام فلم يرضوا فعادوا إلى الأعداء وجراحهم تجري دماً ، فقاتلوا العدوّ حتّى استشهدوا بأجمعهم في مكان واحد وعاد العبّاس وحده.
حديث الشهادة :
قال في منتهى الآمال : إنّ العبّاس عليهالسلام لمّا رأى بني عمّه وإخوته قد استشهدوا أقبل على إخوته عبدالله وجعفر وعثمال أبناء أمير المؤمنين عليهمالسلام من فاطمة أُمّ البنين أُمّه ، قال لهم : تقدّموا بنفسي أنتم فحاموا عن سيّدكم حتّى تموتوا دونه ، ولا تتأخّروا حتّى تقتلوا دونه ، فأطاعه إخوته وتقدّموا أمام الحسين عليهالسلام وفدوه بأنفسهم فكانوا يستقبلون بصدورهم ووجوههم ونحورهم كلّ سهم وسنان وسيف يوجّه الحسين عليهالسلام.
قال في الناسخ : أنّ العبّاس عليهالسلام قدّم إخوانه أمامه في الجهاد حذراً من أن يعيقهم عائق عن الشهادة وليراهم قتلى فيزداد أجراً بحرقته على مصرعهم وصبره على ذلك ، ولمّا رآهم مضرّجين بدمائهم دخل على أخيه الحسين عليهالسلام وقال : ائذن لي يا أخي (١) ، فلمّا سمعه الحسين عليهالسلام أرخى عينيه بالدموع وبكى بكاءاً شديداً
__________________
(١) في العاشر من البحار وغيره من
الكتب : بأنّ العبّاس لمّا رأى وحدة أخيه الحسين عليهالسلام قال : يا
=