وأصحابه ، فحمل عليهم العبّاس بن علي ونافع بن هلال فكفّوهم ثمّ انصرفوا إلى رحالهم ، فقالوا : امضوا ووقفوا دونهم فعطف عليهم عمرو بن الحجّاج وأصحابه واطردوا قليلاً ... وجاء أصحاب الحسين عليهالسلام بالقرب فأدخلوها ... (١) ومن ذلك اليوم لُقّب قمر بني هاشم بالسقّاء و « أبو قربة » (٢).
وفي منتهى الآمال عن كتاب المحاسن والمساوئ لإبراهيم بن محمّد البيهقي من أعلام القرن الثالث الهجري ، قال : لمّا نزل الإمام بكربلاء لم يكن بينهم وبين الماء إلّا مسافة قليلة أراد أصحابه الماء فمنعهم شمر لعنه الله ، وقال : لا تشربون منه قطرة حتّى تردوا الحميم ! فقال العبّاس لأخيه الحسين : ألسنا على الحقّ ؟ فقال : إي والله ، فحمل على عسكر ابن سعد ففرّقهم عن المشرعة ثمّ نادى بأصحابه : هلمّوا واشربوا من الماء واملأوا قربكم ما شئتم.
لب تشنگان فاطمه ممنوع از فرات |
|
بر مردمان طاغى وياغى حلال شد |
از باد ناگهان اجل گلشن نبى |
|
از پا فتاده قامت هر نونهال شد |
أيُمنع ماء النهر عن نسل فاطم |
|
ويُروى طغاة الناس من عذب مائه |
وتهصر ريح الموت أغصان هاشم |
|
ويذبل عود الفضل بعد روائه |
ولمّا أصبح الناس يوم عاشوراء عبّأ عمر بن سعد عسكره ، فجعل عمرو بن الحجّاج الزبيدي على الميمنة ، وشمر بن ذي الجوشن على الميسرة ، وجعل على الخيل عروة بن قيس ، وعلى الرجّالة شبث بن ربعي ، وأعطى رايته دريداً مولاه ،
__________________
(١) تاريخ الطبري ، ج ٥ ص ٤١٢ و ٤١٣.
(٢) قال الشيخ الصدوق في الأمالي بإسناده عن الإمام السجّاد أنّ الإمام عليهالسلام أرسل عليّاً ابنه في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً ليسقوا الماء وهم على وجل شديد ، فجاؤوا بالماء ، فقال الحسين عليهالسلام لأصحابه : قوموا فاشربوا من الماء يكن آخر زادكم وتوضّأوا واغتسلوا واغسلوا ثيابكم لتكون أكفانكم. (منه رحمهالله)