قال : فرجع الشمر لعنه الله إلى عسكره مغضباً (١).
وقال الشيخ المفيد في الإرشاد : ثمّ نادى عمر بن سعد : يا خيل الله اركبي وأبشري ، فركب الناس ثمّ زحف نحوهم بعد العصر وحسين عليهالسلام جالس أمام بيته محتب بسيفه إذ خفق برأسه على ركبتيه ... وقال له العبّاس بن عليّ رحمة الله عليه : يا أخي ، أتاك القوم ، فنهض ثمّ قال : يا عبّاس ، اركب بنفسي أنت يا أخي حتّى تلقاهم وتقول لهم : ما لكم وما بدا لكم ؟ وتسألهم عمّا جاء بهم.
فأتاهم العبّاس فقال لهم : ما بدا لكم وما تريدون ؟ قالوا : جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم ، قال : فلا تعجلوا حتّى أرجع إلى أبي عبدالله فأعرض عليه ما ذكرتم ، فوقفوا وقالوا : ألقه فأعلمه ، ثمّ ألقنا بما يقول لك ، فانصرف العبّاس راجعاً يركض إلى الحسين عليهالسلام يخبره الخبر ، ووقف أصحابه يخاطبون القوم ويعظونهم ويكفّونهم عن قتال الحسين عليهالسلام.
فجاء العبّاس إلى الحسين عليهالسلام فأخبره بما قال القوم ، فقال : ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى الغدوة وتدفعهم عنّا العشيّة لعلّنا نصلّي لربّنا الليلة وندعوه ونستغفره فهو يعلم أنّي قد أُحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه والدعاء والاستغفار ، فمضى العبّاس إلى القوم ورجع من عندهم ومعه رسول من قبل عمر ابن سعد يقول : إنّا قد أجّلناكم إلى غد فإن استسلمتم سرحناكم إلى أميرنا عبيدالله ابن زياد وإن أبيتم فلسنا تاركيكم (٢).
وفي اللهوف أنّهم اختلفوا فقال عمرو بن الحجّاج الزبيدي : والله لو أنّهم من
__________________
(١) اللهوف ، ص ٥٤.
(٢) الإرشاد ، ج ٢ ص ٨٩ و ٩٠ و ٩١.