واعتلا غارب جواده ودخل إلى ميدان القتال وبضربة واحدة من حسامه قضى على « كريب » وأوصله إلى جهنّم.
كما أنّ الخوارزمي ذكر نظيراً لهذه الحادثة حادثة أُخرى للعبّاس بن الحارث بن عبدالمطّلب وعلى هذا الأساس يرى إنكار العلّامة النوري لحضور أبي الفضل العبّاس لا محلّ له ، والله العالم.
موقف العبّاس في كربلاء وشهادته :
ذكر أبو مخنف وغيره أنّ ابن زياد لمّا كتب إلى ابن سعد بتعجيل الحرب وقتل الحسين عليهالسلام إلّا إذا بايع يزيد وأعطى الكتاب إلى شمر ، قام عبدالله بن أبي المحل ابن حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر الوحيدي من مكانه وقال : أيّها الأمير ، إنّ عليّاً ابن أبي طالب تزوّج عمّتي اُمّ البنين وأولدها أربعة أولاد وهم الآن مع أخيهم الحسين فاكتب لهم كتاب أمان ، فقال ابن زياد : نعم وكرامة ، فقام الشمر وصدّق ما قاله ابن أبي المحل لأنّه من قبيلة أُمّ البنين ، فكتب ابن زياد كتاب أمان وأعطاه عبدالله بن أبي المحل ، فأعطى الكتاب إلى مولاه ليحمله إلى كربلاء ، ولمّا دفع الكتاب إلى قمر بني هاشم قال له : أبلغ ابن خالي السلام وقل له : أمان الله خير من أمان ابن سميّة فعاد من فوره وأبلغهم الردّ.
وقال السيّد في اللهوف : وأقبل شمر بن ذي الجوشن لعنه
الله فنادى : أين بنو أُختنا ؛ عبّاس وعبدالله وجعفر وعثمان ؟ فقال الحسين عليهالسلام
: أجيبوه وإن كان فاسقاً فإنّه بعض أخوالكم ، فقالوا له : ما شأنك ؟ فقال : يا بني أُختي ، أنتم آمنون فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد ، قال : فناداه العبّاس بن عليّ عليهالسلام
: تبّت يداك ولعن ما جئتنا به من أمانك ، يا عدوّ الله أتأمرنا أن نترك أخانا وسيّدنا الحسين ابن فاطمة عليهاالسلام
وندخل في طاعة اللُّعناء ،