قتل الأدعياء إذ قتلوه |
|
أكرم الشاربين صوب الغمام (١) |
وذكر العلّامة البيرجندي في الكبريت الأحمر ج ٢ ص ٤٥ أنّ العبّاس كان من أكابر الفقهاء وأفاضل أهل البيت بل إنّه عالم غير متعلّم ، وليس في ذلك منافاة لتعليم أبيه إيّاه.
وقال سيّدنا المعاصر السيّد عبدالرزّاق المقرّم في كتاب « العبّاس » : جاء المأثور من المعصومين أنّ العبّاس بن عليّ زُقّ العلم زقّاً. ثمّ قال : وهذا الكلام من ألطف التشبيهات لأنّه يُستعمل في زقّ الطائر لفرخه عند إطعامه ، ولمّا كان الإمام عارفاً بأساليب استعمال الكلام فقد أراد أن يوحي للسامعين بأنّ ابنه العبّاس رضع في طفولته من ثدي العلم والحكمة ، ورُبِّي في حجرهما ، ونشأ عليهما.
أهله وحرمه :
زوجته السيّدة لبابة بنت عبدالله بن العبّاس بن عبدالمطّلب ، وأُمّها أُمّ حكيم وقد كتبت عنها ترجمة في كتاب « رياحين الشريعة » وهو في تراجم عالمات النساء من الشيعة ، فأولدها قمر بني هاشم ولدين : الأوّل منهما هو الفضل ، والثاني
__________________
(١) مقاتل الطالبيّين ، ص ٥٦.
وروى الصدوق في الخصال بإسناده على عليّ بن الحسين عليهماالسلام قال : رحم الله عمّي العبّاس فلقد آثر وأبلى ، وفدى أخاه بنفسه حتّى قُطِعت يداه فأبدله الله عزّ وجلّ منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعلا لجعفر بن أبي طالب عليهالسلام ، وإنّ للعبّاس عند الله منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة. (منه) الخصال ، ص ٦٨.
وروى المجلسي في البحار ، والمامقاني في رجاله ، وصاحب شرح القصيدة لأبي فراس وغيره أنّ العبّاس كان شجاعاً فارساً وسيماً جسيماً جميلاً ، يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطّان الأرض ، وقد كان من فقهاء أولاد الأئمّة. وقال الصادق عليهالسلام : كان عمّنا العبّاس نافذ البصيرة ، صلب الإيمان ، جاهد مع أخيه الحسين وأبلى بلاءاً حسناً ومضى شهيداً. (منه)