(قال الإمام زين العابدين عليهالسلام) : رحم الله عمّي العبّاس فلقد آثر وأبلى ، وفدى أخاه بنفسه حتّى قطعت يداه ، فأبدله الله بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة ، كما جعل لجعفر بن أبي طالب ، وإنّ للعبّاس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة.
(وقال الإمام الصادق عليهالسلام) : كان عمّي العبّاس بن عليّ عليهالسلام نافذ البصيرة ، صلب الإيمان ، جاهد مع أخيه الحسين وأبلى بلاءاً حسناً ومضى شهيداً (١). (٢)
أحقُ الناس أن يُبكى عليه |
|
فتًى أبكى الحسين بكربلاء |
أخوه وابن والده عليّ |
|
أبو الفضل المضرّج بالدّماء |
ومن واساه لا يُثنيه شيء |
|
وجاد له على عطش بماء (٣) |
وقال الكميت :
وأبو الفضل إنّ ذكرهم الحلو |
|
شفاء النفوس والأسقام |
__________________
(١) شهداء أهل البيت لحسين شاكر ، ص ٣٠ ؛ وذخيرة الدارين ، ص ١٢٣ نقلاً عن عمدة الطالب. والمؤلّف ذكر أقوال الإمامين مترجمة ونحن ذكرناهما كما نسبا إليهما.
(٢) وفي زيارة الناحية المقدّسة : « السلام على أبي الفضل العبّاس بن أمير المؤمنين ، والمواسي أخاه بنفسه ، الآخذ لغده من أمسه ، الفادي الواقي له ، الساعي إليه بمائه ، المقطوعة يداه ، لعن الله قاتله يزيد بن ورقاء الجُهَني وحكيم بن الطفيل السنبسي ».
وفي زيارة الرجبيّة : « السلام على العبّاس بن أمير المؤمنين ».
وروى الشيخ الأجل بن قولويه في كامل الزيارة بسند صحيح عن أبي حمزة عن الصادق عليهالسلام زيارة معروفة للعبّاس عليهالسلام وفيها كلمات تنبئ عن مقام كريم له مثل قوله : « أشهد أنّك قد بالغت في النصيحة وأعطيت غاية المجهود ... الخ » ، ومثل : « أشهد أنّك لم تَهِنْ ، ولم تَنْكُل ، وأنّك مضيت على بصيرة من أمرك .. الخ » ، وقوله : « فنعم الصابر المجاهد ، المحامي الناصر ، والأخ المدافع عن أخيه ، المجيب إلى طاعة ربّه ، الراغب فيما زهد فيه غيره من الثواب الجزيل .. الخ ». (منه) راجع كامل الزيارات ، ص ٤٤٢.
(٣) نسبها في الأعيان إلى شاعر ، ج ٧ ص ٤٣١.