كان لا بدّ لنا فالشفقة لنا والحبّ لله خالصاً ؛ فازداد عليّ عليهالسلام بهما حبّاً (١).
وهذه الرواية رواها الشهيد الثالث في « مجالس المؤمنين » وكذلك فعل سيّدنا المعاصر في كتاب العبّاس ص ٩٢ نقلاً عن مقتل الخوارزمي في الفصل السادس من النسخة الخطّيّة التي استند إليها السيّد ، والآن طبع الكتاب في زماننا الحاضر ولم تمكنّي الفرصة من ملاحظة الفصل السادس منه.
وغاية القول أنّ قمر بني هاشم تالي الحسنين عليهماالسلام في صلابة الإيمان وشريف الآداب والأخلاق ، وهو الأوّل من أولاد أمير المؤمنين عليهالسلام بعدهما في جميع الصفات الكماليّة ولم يدانه مخلوق في هذه الصفات ، شهد بذلك العبارات الواردة في زياراته المرويّة ، والأخبار المرويّة عن الإمام زين العابدين والإمام الصادق عليهماالسلام التي تصفه بكلّ صفات حميدة وأخلاق جميلة المختصّة به دون من عداه من أئمّة الهدى.
__________________
(١) مستدرك الوسائل ، ج ١٥ ص ٢١٥ مؤسسة آل البيت ـ بيروت ، ط ١٤٠٨ ، وكان على شيخنا الجليل أن ينفد هذه الحكاية الباردة ، فينظر في عامي ولادتهما فإنّ سيدتنا زينب ولدت في السنة السادسة للهجرة ، وأبو الفضل في سنة السادسة والعشرين ، فالفارق بينهما عشرون عاماً ، فكيف يقرن بينهما أمير المؤمنين في مجلس واحد ويساوي بينهما في السؤال ؟ إلّا أن يكون لأمير المؤمنين ابنة أُخرى من امرأة ثانية تُدعى زينب لدة أبي الفضل من جانب آخر ، وهل في هذا الجواب فضل يُذكر عندما يكون بمثابة إظهار النقص في كلام الإمام فقد أدركا من الخطاب ما لم يدركه أبوهما ، ولذلك ردّا عليه قوله ، وبماذا يستفيضان عن عدد « اثنان » إذا لم يجز في شريعة التأدّب مع الله قولهما ، وهل سقط هذا العدد لهذا السبب من الحساب ؟ ثمّ عن الحبّ أترى يحرم على المرء أن يحبّ أولاده أنّه يحبّ الله ولا ينبغي أن يتداخل الحبّان ؟ وماذا يقول واضع هذه الحكاية المضحكة المبكية في تصريح النبيّ بحبّه للحسنين وأبيهما وأُمّهما وهو سيّد أهل المعرفة ؟ ألا ينافي حبّ الله ؟ أنا أدعو علمائنا الأحياء حين فاتني دعوة الأموات منهم لتنقية هذه الكتب الشريفة من هذه الروايات الباطلة ، لأنّ الرواية الموضوعة ليس فيها سوى الضرر للمذهب لا سيّما حين يرويها رجال في وزن المحدّث النوري رحمهالله.