يا ويلهم من رسول الله كم ذبحوا |
|
ولداً له وكريمات له أسروا |
وكذلك لمّا خطبهم الإمام الحسين عليهالسلام صاح به الشمر : أنا أعبد الله على حرف إن كنت أدري ما تقول ، فأجابه حبيب : والله إنّي لأراك تعبد الله على سبعين حرفاً وأنا أشهد أنك صادق ما تدرى ما يقول ، قد طبع الله على قلبك (١) ، وجعل عليه غشاوة غضبه فلست تدري ما يقول ، إنّما أنت بهيمة.
وكذلك عصر يوم التاسع (تاسوعاء) عندما حمل العسكر على خيام الحسين عليهالسلام ، قال للحسين قمر بني هاشم عليهماالسلام : يا أخي ، إنّ القوم دنوا من الخيام ، فقال : اذهب إليهم وانظر ما الذي يريدون ، فأقبل عليهم ومعه حبيب بن مظاهر وزهير بن القين وجماعة من الأصحاب ، فأخبروهم أنّ خبراً عاجلاً جائهم من عبيدالله بن زياد بعرض البيعة ليزيد عليهم فإن أبوا عاجلوهم الحرب ، فقال لهم أبو الفضل : لا تعجلوا حتّى آتيكم بالجواب ، فقصد أبو الفضل المخيّم ووقف قبالتهم الأصحاب ، فقال حبيب لزهير : كلّم القوم ، فقال زهير عليهالسلام : بل أنت كلّمهم ، فقال حبيب : معاشر القوم ، « أما والله لبئس القوم عند الله غداً قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرّيّة نبيّه عليهالسلام وعترته وأهل بيته وعبّاد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار والذاكرين الله كثيراً » (٢).
فقال له عزرة بن قيس : إنّك لتزكّي نفسك ما استطعت ، فقال له (٣) بما يأتي في ترجمته.
وفي الدمعة الساكبة ذكر حكاية هلال بن نافع وسوف نذكرها في ترجمته إن
__________________
(١) الإرشاد ، ج ٢ ص ٩٨.
(٢) ذكر المؤلّف هذه الفقرة في الهامش وترجمتها في المتن.
(٣) تاريخ الطبري ، ج ٤ ص ٣١٥.