لا حول ولا قوّة إلّا بالله (إنّا لله وإنّا إليه راجعون) (١).
وذكر أبو جعفر الطبري كما سبق في ترجمة أبي ثمامة بعد أن بعث كثيراً بن عبدالله الشعبي ، قال : فدعا عمر قرّة بن قيس الحنظلي فقال له : ويحك يا قرّة ، ألق حسيناً فسله ما جاء به وماذا يريد ؟ قال : فأتاه قرّة بن قيس فلمّا رآه الحسين مقبلاً قال : أتعرفون هذا ؟ فقال حبيب بن مظاهر : نعم ، هذا رجل من حنظلة وهو ابن أُختنا ولقد كنت أعرفه بحسن الرأي ، وما كنت أراه يشهد هذا المشهد.
قال : فجاء حتّى سلّم على الحسين وأبلغه رسالة عمر بن سعد إليه له (ولمّا أراد العودة إلى صاحبه) قال له حبيب بن مظاهر : ويحك يا قرّه ، أنّى ترجع إلى القوم الظالمين ، انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيّدك الله بالكرامة وإيّانا معك. فقال له قرّة : أرجع إلى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي (٢) فأعرض هذا الشقي عن الجنّة وذهب إلى نار جهنّم.
قال العلّامة بحر العلوم :
قد بايعوا السبط طوعاً منهم ورضاً |
|
وسيّروا صحفاً بالنصر تبتدروا |
أقبل فإنّا جميعاً شيعة تبع |
|
وكلّنا ناصر والكلّ منتصر |
أقبل وعجّل قد اخضرّ الجناب وقد |
|
زهت بنضرتها الأزهار والثمر |
لا رأى للناس إلّا فيك فأت ولا |
|
تخش اختلافاً ففيك الأمر منحصر |
فآثموه إذا لم يأتهم فأتى |
|
قوماً لبيعتهم بالنكث قد خفروا |
قوماً يقولون لكن لا فعال لهم |
|
ورأيهم في قديم الدهر منتشر |
فعاد نصرهم خذلاً وخذلهم |
|
قتلاً له بسيوف للعدى ادّخروا |
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٤٤ ص ٣٨٦.
(٢) تاريخ الطبري ، ج ٤ ص ٣١١.