[٤٨]
إيقاظ وتنبيه
( فَأَمّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى )
البحار من ( تأويل الآيات الظاهرة (١) ) معاً بسنده إلى أبي عبد الله : عليه سلام الله ـ « ( فَأَمّا مَنْ أَعْطى ) الخُمس ، ( وَاتَّقى ) ولاية الطواغيت ، ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) بالولاية ، ( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ) فلا يريد شيئاً من الخير إلّا تيسر له ، ( وَأَمّا مَنْ بَخِلَ ) بالخُمس ( وَاسْتَغْنى ) برأيه عن أولياء الله ، ( وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى ) : بالولاية ، ( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) (٢) ، فلا يريد شيئاً من الشرّ إلّا تيسّر له » (٣) الحديث.
قلت : خصّ الخمس من العبادات ؛ لأنّ إعطاءه لأهله واعتقاد وجوبه لهم يدلّ صريحاً بل هو نصّ في التسليم لأهل البيت : سلام الله عليهم واعتقاد ولايتهم ، بخلاف غيره من العبادات فإنه ليس مثله في الصراحة والظهور.
ولعلّه أيضاً عبّر بالخمس عن إعطائه الإمام ما يستحقّه على الرعيّة من جميع الطاعات والعقائد ، ومعرفته كلّا بقدر طاقته ووسعه ، فتأمّل.
__________________
(١) ورد في المخطوط في هذا الموضع وفيما بعده من المواضع التي نقل فيها المصنّف عن ( البحار ) من كتاب ( تأويل الآيات الظاهرة ) الرمزُ ( كنز ) ، وقد أُشير في آخر كلّ جزءٍ من ( البحار ) إلى أنّ رمزُ ( كنز ) يعني ( كنز جامع الفوائد ) و ( تأويل الآيات الظاهرة ) معاً. وأشار الشيخ آقا بزرك في ذريعته إلى أنّ كتاب ( كنز جامع الفوائد ودافع المعاند ) للشيخ علم بن سيف بن منصور الحلي الذي اختصره من كتاب ( تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة ) ، وقد اكتفينا في تخريجنا به. انظر الذريعة ١٨ : ١٤٩.
(٢) الليل : ٥ ـ ١٠.
(٣) بحار الأنوار ٢٤ : ٤٦ ، تأويل الآيات الظاهرة : ٧٨٢.