[٢٨]
بيان إجمال وتحقيق
مقال : لم يُبعث نبيّ إلّا بعد الأربعين
إن قيل : ما الوجه فيما روي أنه : « لم يبعث نبيّ إلّا بعد الأربعين »؟ (١)
قلت : لعلّ ذلك من وجهين :
أحدهما : أن « الأربعين » هي عدد أيّام تخمير طينة آدم عليهالسلام (٢) : ، وأيّام ميعاد ميقات موسى عليهالسلام (٣) : ، وعدد أجزاء الإيمان بما يشمل رتبة العصمة ، وعدد إدارة الأفلاك في إيجاد الطبائع الأربع ، فإنّها أُديرت عشر مرّات بعدد القبضات العشر الكلّيّة التي خلق منها الإنسان.
فإذن لا يظهر كمال بلوغه أشُدّه الذي به يبلغ عالمه ورعيّته ومن هو تحت حيطته أشُدّه الكلّيّ إلّا بعد الأربعين.
الثاني : أن ذلك أكمل لقبول رعيّته منه ، ولاختيارهم لما تقرّر في عامّة النفوس أن الأربعين نهاية زيادة عقل الإنسان وأوان كماله ، والله العالم.
__________________
(١) بحار الأنوار ١٣ : ٥٠ ، وفيه : « لم يبعث نبيّ إلّا على رأس أربعين ».
(٢) الكافي ٢ : ٧ / ٢.
(٣) إشارة لقوله تعالى : ( وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ). الأعراف : ١٤٢.