[٩٩]
حكمة يمانيّة : « عليك بالحسنة بين السيّئتين »
( نور الثقلين ) عن ( العيّاشي ) (١) عن الباقر عليهالسلام : أنه قال لابنه الصادق عليهماالسلام « يا بنيّ عليك بالحسنة بين السيّئتين تمحوها » (٢) ، قال عليهالسلام : « وكيف ذلك يا أبتِ » (٣)؟ قال عليهالسلام : « مثل قوله تعالى : ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) لا تجهر بصلاتك : سيّئة ، ولا تخافت بها : سيّئة ( وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً ) (٤) حسنة » (٥).
قلت والله المستعان ـ : لعلّه عليهالسلام أراد بذلك أمره لابنه عليهالسلام بالاقتصاد في جميع الأحوال ، فيكون أراد بالحسنة الصراط المستقيم بين طرفي الإفراط والتفريط. فالسيّئتان هما الطرفان ، والنمرقة الوسطى هي الحكمة. وهذا جارٍ في كلّ شيء من الأفعال والأعمال والعقائد ؛ فإنّ التوسّط بين طرفي الإفراط والتفريط هو الصراط المستقيم. فمن استقام عليه وسلكه كما أمر الله سبحانه انمحت عنه سيّئتا الإفراط والتفريط. وهذا مطلق أُريد به العموم.
ومن القرائن على إرادة ذلك قوله عليهالسلام : « مثل قوله تعالى : ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) .. سيئة » ، فأشار إلى أن السيّئة الجهر والمخافتة على الإطلاق ، وهما
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ : ٣٤٢ / ١٧٩.
(٢) في المصدر : « تمحوهما ».
(٣) في المصدر : ( يا أبه ).
(٤) الإسراء : ١١٠.
(٥) نور الثقلين ٣ : ٢٣٤ / ٤٨٣.