وفيه أيضاً ـ : الحسن بن موسى الخشّاب ، وهو وجهٌ من وجوه أصحابنا ، مشهورٌ ، كثيرُ العلم والحديث ، من أصحاب الكتب والمصنّفات ، ومنها كتاب ( الردِّ على الواقفة ) (١).
وقد ذكرنا في كتابنا ( زاد المجتهدين ) أنّ وصف الرجل بكونه ذا أصلٍ وكتاب ، لا يفيد مدحاً ملحقاً له بالحسن الاصطلاحي وإنْ نقله الآقا رحمهالله عن جدّه وخاله المجلسيّين (٢) وإنْ أفاد مدحاً ، كما حقّقناه في الكتاب المذكور (٣).
وفيه أيضاً ـ : غِياث بكسر الغين المعجمة ، ثمّ ياء مثنّاة تحتيّة ، ثمّ ثاء مثلّثة بعد الألف بن كلُّوب كتنّور بن فَيْهَس رحمهالله الفاء مفتوحة ، فياء مثناة تحتية ساكنة ، ثمّ هاء مفتوحة ، ثمّ سين مهملة لا فنيس ، كما قاله ابن داود تبعاً للنّجاشي (٤) ، في ترجمة الحسن بن موسى المذكور ، مع عدوله عنه في ترجمة غياث المزبور.
ويظهر من الشيخ رحمهالله في عدّته أنّه من رجال العامّة ، لكنّه ممّن يعملُ الأصحاب بأخباره المرويّة عن أئمّتنا عليهمالسلام ؛ كالسكوني ؛ وحفص بن غياث ؛ ونوح بن درّاج (٥).
وقد فهم بعضُ المحقّقين إطلاقه قدسسره العمل بما يرويه هؤلاء عن أئمّتنا عليهمالسلام (٦).
ولكنّ التدبّر في كلامه المنقول عنه اشتراط العمل بما لم ينكره أئمّتنا عليهمالسلام ، ولم يُرْوَ عنهم خلافهُ ، لا مطلقاً. بل كلامُهُ صريحٌ في تخصيص العمل بما يروونه عن عليّ عليهالسلام خاصّة ؛ لاستناده في ذلك لما أرسله عن الصادق عليهالسلام
إذا نزلتْ بكم حادثةٌ لا تجدونَ حكمَها فيما رووا عنّا ، فانظروا فيما رووه عن عليّ عليهالسلام ، فاعملوا به (٧).
اللهُمَّ إلّا أنْ يسري في باقي الأئمّة عليهمالسلام بتنقيح المناط. ولا يخفى ما فيه من عدم الانضباط.
ولم يُذكر من حال غياث إلّا قولهم : له كتاب (٨).
__________________
(١) النجاشي : ٤٢ / ١٥. (٢) رجال الخاقاني ( فوائد الوحيد البهبهاني ) : ٣٥.
(٣) زاد المجتهدين ١ : ١٦٦.
(٤) لا يوجد فيما بين أيدينا من نسختي النجاشي وابن داود ذكر له في ترجمة الحسن بن موسى الخشاب.
(٥) عدّة الأُصول ١ : ٣٨٠. (٦) الفوائد المدنية : ٨٣.
(٧) عدّة الأُصول ١ : ١٤٩ ، البحار ٢ : ٢٥٣. (٨) النجاشي : ٣٠٥ / ٨٣٤.