ففي ( التنقيح ) : ( يقال : هو قيام بلا عمل ) (١).
وفي ( القاموس ) : ( صام صوماً وصياماً واصطام : أمسك عن الطعام والشراب والكلام والنكاح والسير ) إلى أن قال : ( والصوم : الصمت وركود الريح ) (٢) انتهى.
وقال أبو عبيدة : ( كلّ ممسك عن طعام أو كلام أو شراب فهو صائم ) (٣) ، وقال ابن دريد : ( كلّ شيءٍ سكنت حركته فهو صائم صوماً ) ، كذا نقله عنهما في ( المدارك ) (٤).
وقال الهروي في ( الغريبين ) : ( قوله تعالى ( إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً ) (٥) ، أي : صمتاً ، وفي الحديث : « كلّ عمل ابن آدم له إلّا الصوم » (٦) قال سفيان : هو الصبر ، يصبّر الإنسان نفسَه من الطعام والشراب والنكاح ، ثمّ قرأ ( إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٧) ) (٨).
وقال غيره : ( قيل [ للصامت : صائم (٩) ] ، لإمساكه عن الكلام ، وقيل للفرس : صائم ، لإمساكه عن العلف مع قيامه ) (١٠). انتهى.
أقول : ومن هذا الباب قول النابغة :
خيلٌ صيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ |
|
تحتَ العَجاجِ وخيلٌ تَعْلُكُ اللُّجُما (١١) |
فهذه الكلمات كما ترى منها ما يدلّ على مطلق الإمساك ، ومنها ما يدلّ على خصوص الإمساك عن أشياء مخصوصة ، ثمّ استعمله الشارع في إمساك مخصوص عن أشياء مخصوصة في وقت مخصوص عن أشخاص مخصوصة على وجه مخصوص.
__________________
(١) التنقيح الرائع ١ : ٣٤٧ ، كتاب العين ٧ : ١٧١.
(٢) القاموس المحيط ٤ : ١٩٩ ٢٠٠ باب الميم / فصل الصاد.
(٣) عنه في الصحاح ٥ : ١٩٧٠ ، ومجمع البحرين ٦ : ١٠٣.
(٤) مدارك الأحكام ٦ : ٥.
(٥) مريم : ٢٦.
(٦) صحيح مسلم ٢ : ٦٦٣ / ١٦١.
(٧) الزمر : ١٠.
(٨) غريب الحديث ( الهروي ) ١ : ١٩٥ ١٩٦.
(٩) في المخطوط : ( للصائم : صامت ) ، وما أثبتناه من المصدر.
(١٠) لسان العرب ٧ : ٤٤٦.
(١١) الصحاح ٥ : ١٩٧٠ ، لسان العرب ٧ : ٤٤٦.