لقد نظرت هذه المدرسة إلى التاريخ نظرة متفائلة ، إذ رأته يتحرّك متصاعداً في اتجاه تكاملي ليبلغ مداه مع مرحلة نهائية تزول فيها كلّ عوامل الاستغلال وأشكاله ، وهذا الانتقال يتمّ عبر خمس مراحل أساسية :
|
ـ مرحلة المشاعية البدائية. ـ مرحلة الرق. ـ مرحلة الإقطاع. ـ مرحلة الرأسمالية. ـ مرحلة دكتاتورية البروليتارية التي تمهّد لعهد الشيوعية. |
هذا الانتقال تحكمه حتمية تاريخية كانعكاس للتطوّر الحاصل في علاقات الإنتاج المنبثق عن التطوّر في وسائل الإنتاج.
وفي الطور الأعلى الذي تبشّر به الماركسية والذي تسير إليه البشرية قهراً حسب تحليلها ، يتساوى الناس جميعاً في المستوى الاقتصادي وتزول الطبقية؛ بل تزول الملكية الخاصّة وتزول الدولة؛ لأنّها مظهر من مظاهر التسلّط والقهر الطبقي في المجتمع.
ولن نقف طويلاً لمناقشة هذه النظرية؛ لأنّ الحديث حول ذلك يطول ويبعدنا عن غرضنا الأصلي من هذا البحث المحدود؛ ولأنّ هذه النظرية قد فُنّدت بشكل تفصيلي في جميع أركانها بإبطال الأساس المادّي في تفسير الطبيعة وتطبيقاتها على المجتمع والتاريخ ، ومن أراد فليراجع المصادر المتخصّصة.
ومن جهة أخرى لقد كشف الفشل الذريع على مستوى الواقع العملي للماركسية زيف ادعائها وأباطيلها خاصّة بعد التحوّلات التي شهدها المعسكر الشرقي في العقدين الأخيرين.
__________________
* يمكن للقارئ أن يراجع كتاب : فلسفتنا، وكتاب : اقتصادنا، للشهيد محمّد باقر الصدر، واليوم الموعود، للشهيد محمّد صادق الصدر، وكتاب : المجتمع والتاريخ ، للشهيد مرتضى مطهري.